الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع الطلاق بحديث النفس وما ذا لو شك في أنه تلفظ به أم لا

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
سؤالي هو: أني تزوجت منذ عام ونصف تقريبا، وأنا مقيم بالكويت وزوجتي مقيمة بمصر، في هذه الفترة كنت في تخيلات مع نفسي وتحصل هذه التخيلات بمفردي، وكنت أتخيل في عقلي أني في مشكلة مع الزوجة، وذات مرة كنت أتخيل أني في مشكلة وأني أطلق زوجتي ولا أذكر أن لساني تلفظ باللفظ الصريح أم لم يتلفظ . رجعت إلى نفسي هل هذا طلاق وهل يقع في هذه الحالة ؟ و بقيت أفكر في ذلك اغتميت كثيرا فيما لو وقع الطلاق أم لا، وبقيت في حيرة من أمري والله المستعان. ما الحكم وما توجيهكم لي؟ وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ما ذكرته من حديث نفس فإنه لا يقع به طلاق؛ لأنه معفو لهذه الأمة، ففي الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. رواه الترمذي وغيره.

وأما ما ذكرته من أنك لا تذكر ما إذا كان لسانك تلفظ باللفظ الصريح أم لم يتلفظ، فجوابه أن الأصل بقاء العصمة بين الزوجين فلا تنقطع إلا بيقين.

جاء في المغنى لابن قدامة: وإذا لم يدر أطلق أم لا فلا يزول يقين النكاح بشك الطلاق. انتهى.

وقد علمت مما ذكرنا أنه لم يقع طلاق منك، ويبدو أنك تعاني من الوسواس، فلتكثر من الاستعاذة بالله تعالى من شر الوسواس الخناس، ومن قراءة المعوذتين وتلاوة القرآن والمداومة على ذكر الله تعالى، وعليك بالإعراض عن هذه الوساوس فإنها من كيد الشيطان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني