الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوفاء بالنذر المعلق وحكم النذور المنسية

السؤال

نذرت عدة نذور لأسباب متعددة وكان كل نذر نذرته يتحقق، وفي كل مرة أنسي أن أفي به، فماذا أفعل الآن؟ أتذكر أنني في مرة من المرات نذرت مبلغا من المال وشيئا آخر لا أتذكره، فماذا أفعل؟ وهل كفارة اليمين تكون على كل المرات واحدة؟ أم كل مرة لها كفارة؟ مع العلم أنني لا أتذكر جميع النذور، وهل لها سبب في وقوع بعض المصائب وعدم استجابة الله الدعاء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبه السائلة الكريمة إلى أن كثرة النذور لا تنبغي، لما قد توقع فيه من الحرج والعجز عن الوفاء بها، وخاصة إذا كان النذر معلقا على حصول شيء، فقد روى مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخره، وإنما يستخرج به من البخيل.

ولهذا كره أهل العلم الإقدام عليه، ومع ذلك فإنه إن تم ما علق عليه لزم الوفاء به إذا كان مما يتقرب به إلى الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه. رواه البخاري.

ولذلك، فإذا كانت النذور التي صدرت منك معلقة على حصول أمر معين وقد حصلت ـ كما هو ظاهر من السؤال ـ فإن عليك الوفاء بهذه النذور جميعا، فما كان منها نذر مال أخرجت عنه المال، وما كان منها صلاة أو صوما، فإن عليك الوفاء بكل ذلك على الكيفية التي نذرته بها، وما نسيت منها انظري حكمه في الفتوى رقم: 112006، وما أحيل عليه فيها.

وفي حال لزوم الكفارة فإنه لا تجزئك كفارة واحدة عن الجميع، ومن فرط في الوفاء بالنذر مع القدرة عليه فقد عصى الله تعالى وعرض نفسه للعقاب إذا لم يعف الله عنه، وانظري الفتوى رقم: 41620.

ومن المعلوم أن المعاصي والآثام من أسباب المصائب وعدم استجابة الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني