السؤال
أنا متزوج لي 4 سنين، حصلت بيني وبين زوجتي مشاكل كثيرة وأنا خنتها أكثر من مرة، وكانت خيانتي مجرد كلام على الهاتف، وعلمت زوجني واصطلحنا، وبعد مدة اكتشفت أنها تخونني مع رجل وأيضا على الهاتف، وعلم أهلها وأهلي وأصبحت المشكلة كبيرة، وبعدها جلسنا وأنهيت جميع المشاكل بوجود الأهل، وأنا التزمت والله بديني وفتحت صفحة بيضاء مع زوجتي وهي كذلك، ولكن زوجتي لم تنس أمر خيانتي وتتعامل معي بقسوة، فسمحت لها أن تذهب لأداء العمرة مع أهلها لعل الله يفرج همها، وقالت لي سوف أستخير الله إن كان لي خير معك يقدمه وإن لم يكن فالطلاق سبيلنا، وأنا والله تبت إلى ربي واعتزمت إصلاح نفسي وبيتي، وهناك اتصلت وقالت لي إنها صلت أكثر من مرة صلاة استخارة ولم ترتح بحجة أحلام حلمتها وأنها ليست مرتاحة، وأنا صليت ولم يتبين معي شيء، وأنا والله لا أريد سيبل الطلاق وأنا في حيرة من أمري. فهل يجوز أن تصلي زوجتي صلاة الاستخارة بأمور واجبة أو أحكام الشرعية ؟ مع العلم أنني أعرف أن صلاة الاستخارة بالأشياء المحببة إلى الله . أرجو منكم أن تساعدوني وأنا عازم على إصلاح بيتي وزوجتي . وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت بتكليمك امرأة أجنبية عنك كلاما لا يجوز شرعا، وما دمت قد تبت فنسأل الله أن يقبل توبتك، وقد أخطأت زوجتك كذلك فيما حصل منها، ويجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا، ويجب عليها أن تتقي الله تعالى في تعاملها معك وأن تعلم أن حقك عليها آكد الحقوق بعد حق الله تعالى، فعليك أن تناصحها وتبين لها هذا المعنى وأن الواجب عليها طاعتك فيما لا معصية فيه، وأنها تأثم بنشوزها ومخالفتها أمرك، وأن معصيتك السابقة لا توجب لها حقا في طلب الطلاق وبخاصة وقد تبت منها والحمد لله، وأنها لا يجوز لها طلب الطلاق من غير ما بأس لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الخمسة إلا النسائي وحسنه الترمذي. وليس لها أن تستخير فيما لا يجوز لها فعله، فعليها أن تتقي الله تعالى وترجع إلى بيتها مطيعة أمر زوجها مراعية حقه طالبة بذلك مرضاة الله تعالى، وإن كرهت المقام معك وأبت إلا فراقك فلتخالعك بأن ترد عليك ما أعطيتها من صداق، أو تعطيك ما تتفقان عليه. وإن أصرت على موقفها وأبت أن تبقى زوجة لك فنرجو إن فارقتها أن يبدلك الله خيرا منها.
والله أعلم.