السؤال
شيخنا الجليل: احترت كيف أبدأ سؤالي فمشكلتي عويصة ومؤثرة وما أرجوه منكم هو أن تتفهموا هذه الحكاية وتجيبوني: نحن عائلة متكونة من أب وأم وثلاث أخوات وأخ، بدأت مشكلتنا بعد زواج أبي وأمي بسنة تقريبا، مرض أبي بمرض يسمى الشك، كان في بداية الأمر مجرد وساوس لكن سرعان ما تطور به الحال ليصبح مرضا مزمنا، فقد أصبح يشك في تصرفات أمي كاملة: إن أكثرت في العبادة والصلاة وقيام اليل يقول إنها نادمة على فعلها وإن تقربت إليه خيل إليه أنها تريد التحايل عليه، صدقني حتى في أبسط التصرفات كالاستحمام والأكل والشرب وحتى في طريقة نومها، فإن التفتت إلى شق آخر أثناء نومها من دون أن تشعر يقول إنها تنظر إلى شخص آخر وإن نظرت إليه يقول إنها تنظر وراءه، لا أطيل عليكم فقد أصبح أبي يشك في كل شيء حتى وإن شاهد شخصا يبتسم في الطريق خيل إليه أنه صديق أمي وأنه يستهزئ منه ويذهب إلى المنزل ويضع حجارة في مدخل الباب الداخلي والخارجي وإن تحركت هذه الحجارة فإن شكه في محله ويظن أن ما من أحد يفهمه وهو مظلوم، هكذا هي حياتنا وحياة أمي وأبي باختصار منذ طفولتنا، لا ندري إن كانت حالة أبي سحرا أم مرضا ولكن ما أعرفه هو أن أبي صحته تتعكر يوما بعد يوم خاصة بعد أن تقاعد عن العمل فقد أصبح يخصص كامل وقته لحراسة أمي وخنقها بعباراته اللاذعة، نسيت أن أقول لكم إن أمي وأبي تزوجا عن قرابة فهما أبناء عم وخالة وجيران في طفولتهما وأمي شديدة التدين والورع وهذا ما جعلها تصبر كل هذا العمر، في البداية لم تتجرأ على أن تخبر أحدا ثم تفاقمت عليها المصاعب وحكت لعائلته وعائلتها ليقنعوه بالمعالجة عند طبيب نفساني إلا أنه رفض رفضا باتا واعتبر كل الناس ضده ولا يفهمونه، وأمي الآن تريد اللجوء إليكم لكي تدلوها على الحل علما أنها تشعر بالذنب لأنها أصبحت ترفع صوتها عليه عندما يتهمها ويصب عليها لعنات دامية ولأنها هجرته في الفراش منذ أكثر من خمس سنوات وبرضا منه وقد تقدمت بها السن ولم تعد قادرة على التحمل وتخاف تأنيب الضمير إن طلقته، لأنها تخاف على سمعتنا وتخاف عليه إن تركته وحده بعد طول هذه العشرة وبعد أن تقدمت به السن وتقدم به مرض الشك خاصة أنها سبق أن ذهبت إلى دار أختي لتريح أعصابها إلا أن وضعه ازداد تدهورا وأصبح ينام خائفا وبجانبه ساطور ونحل جسمه، وهذه هي الحال، وأمي تعتبر نفسها تخسر دنياها وآخرتها إن بقيت على ذمته لأنها ترفع صوتها عليه أحيانا ولأنها هجرته في الفراش منذ أكثر من خمس سنوات وبرضا منه وتخاف تأنيب الضمير إن طلقته، فما الحل؟ نحن بحاجة ماسة إليكم وجزاكم الله كل خير أرجوكم أجيبونا.