الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمام المسجد في أوروبا هل يصح تزويجه للكتابية بالمسلم

السؤال

أنا شاب مسلم 29 سنة تعرفت على امرأة أجنبية مسيحية وعشنا معا في نفس المنزل في بلدها لكن لحرصي على عدم الوقوع في الزنا أبرمنا عقد الزواج في المسجد بحضور إمام المسجد وشاهدين، لأنه ليس عندي كل الوثائق لإبرام عقد زواج مدني مع العلم أنها امرأة تبلغ من العمر 30 سنة وعائلتها كانت موافقة على الزواج مسبقا لكن لم تكن تعلم بإبرام عقد الزواج في المسجد أقصد أمها لأن أباها متوفى، ونحن الآن بصدد التحضير لإجراء زواج مدني مع العلم أنني سألت إمام المسجد عن عقد الزواج فأخبرني أنه شرعي وهناك بوادر أخرى منها أن المذهب السائد في هذه البلاد أعتقد أنه المذهب الحنبلي وأيضا استطعت إقناع زوجتي بفضل الله بعدم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير راجيا من الله أن يشرح صدرها للإسلام من فضلكم أفتوني هل هو زواج شرعي فأنا محتار جزاكم الله خيرا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزواج الصحيح له شروط يجب أن تتوفر فيه، ومن أهم هذه الشروط الولي، ويلي زواج المرأة الكتابية وليها من أهل دينها فإن لم يوجد يزوجها السلطان المسلم أو السلطان من أهل دينها، كما بينا بالفتوى رقم: 23317.

فإذا تزوجت هذه المرأة بغير إذن وليها كان هذا الزواج باطلا، ولكن إن لم يكن لها ولي وكان إمام المسجد عندكم يقوم مقام القاضي الشرعي وهو الذي زوجها فالزواج صحيح، وعلى تقدير عدم صحة هذا الزواج فالواجب فسخه، وإذا رغبتما في تجديده فليكن ذلك على الوجه الصحيح، وننبه هنا إلى أن زواج المسلم من الكتابية مشروط بكونها عفيفة هذا بالإضافة إلى أن الأولى بالمسلم الزواج من مسلمة صالحة تعينه على تربية أولاده، وأما الزواج من الكتابية فتكتنفه عدة مخاطر سبق بيان بعضها بالفتوى رقم: 5315.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني