الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع الطلاق إن قال لامرأته قاصدا تأديبها اجلسي في بيت أهلك طول عمرك ولا تأتيني

السؤال

أحبتي وإخوتي في الله شكر الله لكم جهودكم في خدمة الإسلام والمسلمين وجعلها في ميزان حسناتكم: هناك موضوع بخصوص زواجي حيث إنني متزوج منذ ما يقارب الأربعة أشهر والحمد لله وحصلت مشكلة بسيطة بيني وبين زوجتي ـ حفظها الله وحفظنا جميعاً ـ فذهبت إلى بيت أهلها حيث إننا أقارب وبيت أهلها ملاصق لبيتي لا يفصل بيننا سوى باب، فتضايقت كثيراً وأرسلت لها رسالة جوال كان محتواها التالي: لو عاجبك بيت أهلك اجلسي فيه طول عمرك الله يستر عليك ولا عاد تجيني غيرك كثير ـ ولم يكن في نيتي شيء سوى تنبيهها وتأديبها أن الزوجة لا يصح أن تبيت عند أهلها وأن مشاكلها تكون بينها وبين زوجها، والآن بدأ الشيطان يوسوس لي بسبب العبارة التي ذكرتها أعلاه ـ والعياذ بالله منه ـ حتى إنني صرت أدعو في كل صلاة أن يحل الله لي زوجتي وأن تكون زوجتي في ذمتي وحلالي، علماً بأنه تمت ترضيتها في اليوم التالي بعد المشكلة وصالحتها وحصل بيننا ما يحصل بين الزوجين والحمد لله، فما الحكم في ذلك؟ لأنني إنسان صاحب وسواس بعض الشيء وأدقق في كل كلمة ولا أشكو همي لأحد سوى الله ونعم بالله عليه توكلت وهو خير الحافظين، والعياذ بالله من وساوس وهمزات الشياطين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه العبارة التي ذكرتها لا يترتب عليها شيء ولا تعتبر طلاقا ما دام الحال ما ذكرت من أنك قصدت بها تنبيه زوجتك وتأديبها ولم تقصد طلاقها، فعاشر زوجتك كأن شيئا لم يكن وادفع عنك هذه الوساوس، فالإعراض عنها من خير ما تعالج به، وللمزيد فيما يتعلق بعلاج الوساوس راجع الفتوى رقم: 51239.

نسأل الله لك العافية والشفاء منها، ونوصيك وزوجتك بالحرص على التفاهم والاحترام واجتناب المشاكل قدر الإمكان خاصة وأنكما في بداية مشوار الحياة الزوجية، بالإضافة إلى أن بينكما رحما وجوارا وقد تنجم عن الخلاف القطيعة للرحم وامتداد آثار المشاكلة للعائلة والأقارب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني