السؤال
أنا موظف أعمل بشركة، وأعاني من مشكلة أني لا أتحمل بعض المواقف التي يقوم بها بعض أعضاء إدارة هذه الشركة
من حيث التعامل مع الموظفين ومعي. حيث يتعاملون مع المشاكل بطريقتين: طريقة بشكل مباشر مع الموظف وعادة بالحسنى ولا يضعون اللوم عليه، وعندما يذكرون الموقف مرة أخرى مع موظفين آخرين يذمون طريقة الموظف في التعامل مع المشكلة .
وهذه المواقف عادة تتكرر لأنها عادة موجودة عند هؤلاء الناس حيث إنهم غير صريحين في التعامل مع الموظف بغض النظر عما إذا كان الموظف مخطئا أو مصيبا، وبصراحة بسبب استيائي من هذه المواقف أتحدث إلى بعض أصحابي المقربين ومنهم من هو في نفس الشركة، وأنتقد هذا الأسلوب غير الصريح في التعامل مع الموظف. فهل هنالك إثم علي, وهل يكون ذلك غيبة؟
وأنا لا أستطيع أن أواجههم بهذه المواضيع حتى لا أحارب من قبلهم وأصبح أنا المذنب وأفقد وظيفتي .
أرجو منكم النصح والله ولي التوفيق .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغيبة قد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم. فكل ما يكره المسلم أن يُذكر به فهو غيبة لا تجوز. ولا نرى في ذكر عيوب المسؤولين عند الأصحاب المقربين سببا من الأسباب المبيحة للغيبة والتي سبق ذكرها في الفتوى رقم: 69416.
وعلى ذلك فعليك بالصبر على أذاهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
ثم عليك أن تنتهز الفرصة المناسبة والأسلوب الأمثل لمناصحتهم، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" قيل: لمن؟ قال:"لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم. وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم".
والله أعلم.