الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمهور على اشتراط الولي لصحة النكاح

السؤال

أعلم أن المذاهب الثلاثة: الحنبلي, والمالكي, والشافعي تقول: إن الزواج بلا ولي للفتاة باطل, والمذهب الحنفي يجيز للفتاة العاقلة البالغة أن تزوج نفسها بلا ولي, مع إعلان النكاح ... إلخ, وأعلم بماذا استدل أصحاب المذاهب الثلاثة في رأيهم, وكذلك بماذا علل أصحاب المذهب الحنفي رأيهم.
ولدي سؤالان:
1- ما رأيكم بقول الحنفية بهذا الصدد؟
2- والداي وأهل بلدي يتبعون المذهب الحنبلي, ويرفضون زواجي من أي رجل لا يحمل مثل جنسيتي, ولو كان أصلح الصالحين دينًا وخلقًا, فلو زوجت نفسي برجل صالح من غير جنسيتي مثلًا, فإن هذا سيُغضِب والداي, وسيقاطعانني مدى الحياة, فهل فعلي خاطئ؟ مع أني لم أخالف أمر الله بتزويجي لنفسي, وهل أقع في عقوق الوالدين أم لا؟
وإن كان جوابكم بوقوعي في عقوق الوالدين فلماذا؟ وأنا لم أفعل ما يغضب الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالجمهور على اشتراط الولي لصحة النكاح خلافًا للإمام أبي حنيفة - رحمه الله - الذي يرى صحة تزويج المرأة الرشيدة نفسها، ومذهب الجمهور هو الراجح، وانظري الفتوى رقم: 111441؛ وعليه فإقدامك على الزواج بغير ولي حرام ولا يصح، فليس السبب في حرمته في حالتك مخالفة الوالدين فحسب, وإنما لمخالفته للشرع أيضًا، ولكن الشارع أباح لك إذا رفض والدك تزويجك من كفؤك أن ترفعي أمرك للقاضي الشرعي ليزوجك, أو يأمر وليّك بتزويجك، كما بيناه في الفتوى رقم: 79908.

مع التنبيه إلى أن الأب في الغالب أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته, وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره، وإذا كان المعتبر في الكفاءة بين الزوجين – على القول الراجح عندنا - هو الدين، إلا أن اعتبار التقارب بين الزوجين في الأمور الأخرى كالنسب, وغيره, أمر مطلوب, فهو أدعى لتقارب الطباع بين الزوجين, واستقامة الحال بينهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني