السؤال
في أول سنة من الزواج بدأت المشاكل تظهر بين أمي وزوجتي, وأمي تتدخل في حياتنا الزوجية, وبعد ولادة زوجتي زاد الأمر أكثر وأكثر, وأنا لا أستطيع أن أكلم أمي؛ حتى لا تغضب مني, وبدأ الأمر بأن أمي كانت تريد من زوجتي تقديم استقالتها والجلوس في البيت, علمًا أن زوجتي تعمل في بنك إسلامي في قسم خاص بالنساء فقط, وقد نويت الآن الخروج من المنزل بنصيحة من أصدقائي, علمًا أن أكثرهم لديهم نفس المشكلة, ولكنهم بعد خروجهم تغير الحال, وبدأ اشتياق الأم لهم وطلب زيارتهم لها، وأمي رفضت في الماضي فكرة خروجي من البيت, وخائف من غضبها, وعدم رضاها عني, فرضا الوالد مفتاح أبواب الخير, ولا أريد إغلاقه, ولكني لا أعلم ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحدوث المشاكل والخلافات بين الزوجة وأم الزوج من الأمور التي تحدث غالبًا بسبب الغيرة أو غيرها، وينبغي للزوج في هذه الحالة التحلي بالحكمة والصبر, وقد أحسنت في حرصك على عدم إغضاب أمك, وهذا من البر الذي نرجو أن تثاب عليه خيرًا, وانظر في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103, وفي فضل بر الوالدين والأم خاصة الفتوى رقم: 27653 ونوصيك ببذل الجهد في الإصلاح بينهما، فالإصلاح من أعظم القربات, كما هو مبين بالفتوى رقم: 50300, ولأهمية الإصلاح وعظم مصلحته رخص الشرع في الكذب عند الحاجة إليه، وراجع فتوانا بالرقم: 39152.
وإذا غلب على ظنك أن يكون استقلالك بالسكن وسيلة لحل هذه المشكلة فلا حرج عليك في المصير إليه، ولا يحق لأمك منعك من ذلك لغير عذر معتبر شرعًا؛ كأن تخاف ضياعها بالبعد عنها, وراجع الفتوى رقم: 76303 ففيها ضوابط طاعة الوالدين, بل إن طلبت زوجتك الاستقلال بالسكن فذلك من حقها, ويجب عليك تحقيقه لها, ولو لم ترتض ذلك أمك، إذ لا يجوز لك إرضاء أمك بظلم زوجتك، والمسكن المستقل حق للزوجة, كما أوضحناه بالفتوى رقم: 189625.
والله أعلم.