السؤال
سؤالي لفضيلتكم عن حديث رواه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى – وهو يشغلني منذ مدة طويلة؛ لاستدلال الكثيرين من أصحاب الإسلام الجديد والمفرِّطون في الأحكام الشرعية به؛ لإجازة ما يفعلونه من محرمات, والله المستعان.
"زار سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أخاه أبا الدرداء - رضي الله عنه - فما وجده, لكنه وجد أم الدرداء وهي متبذِّلة، فسألها عن شأنها, فقالت: أخوك أبو الدرداء ليس له بنا حاجة في الدنيا! فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعامًا, فقال له: كُل, قال: فإني صائم, قال: ما أنا بآكل حتى تأكل, قال: فأكل, فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال: نَم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نَم فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نَم, فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قُم الآن، فَصَلَّيَا, فقال له سلمان: إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقّه، فأتى أبو الدرداء النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان. رواه البخاري"
وللأسف فكثيرون يستدلون بهذا الحديث استدلالات خاطئة, فأرجو من فضيلتكم تفنيدها, وهي:
• أن الأصل في الإسلام هو كشف الوجه لا تغطيته, وإلا فكيف عرف سلمان الفارسي - رضي الله عنه - عن تبذل أم الدرداء وعدم تزينها لزوجها؟ فإذا كانت مغطية وجهها, فما كان لسلمان - رضي الله عنه - أن يعلم تزينها من عدمه.
• ثم هم يقولون: إن في هذا دليلًا على جواز اختلاط الرجال بالنساء, بما يطلقون عليه ضوابط شرعية, ويستدلون بدخول سلمان - رضي الله عنه - على أم الدرداء - رضي الله عنها -.
أرجو من فضيلتكم التفصيل في الرد على الاستدلالين, وجزاكم الله خيرًا.