السؤال
ادعت جارتي على شائعة تقول إني مجنونة - اضطراب الوسواس القهري والاكتئاب الشديد - وأخبرت الجيران, ونالت من شرفي, وهم يضحكون عليّ, ويقولون لي: مجنونة, ويسخرون مني لهذه الإشاعة عني, وهذا يمكن أن يقف في طريق الشفاء والتعافي, والعجيب أن هذه الشائعة التي أطلقتها عني انتشرت بسرعة؛ مما دفعني لسؤال نفسي: هل هذا غضب من الله أم هو ابتلاء؟ ولماذا أشعر بالخوف من الجيران؟ ولماذا سمح الله لها بالقيام بذلك على فتاة مسلمة؟ وقد قلَّ تقديري لذاتي, والأصل أن الإثم على من بدأت بالتشهير، ما لم يحصل مني اعتداء في مقابلة فعلها, وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المستبان ما قالا، فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم. أخرجه مسلم.
قال الإمام النووي: معناه: أن إثم السباب الواقع من اثنين مختص بالبادئ منهما كله، إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار فيقول للبادئ أكثر مما قال له، وفي هذا جواز الانتصار، ولا خلاف في جوازه، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة, قال الله تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ {الشورى:41}، وقال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ {الشورى:39}، ومع هذا فالصبر والعفو أفضل, وقرأت في فتوى أن التي بدأت بنشر الإشاعة لن تنتصر, لكن الأخرى - التي نشرت الإشاعة عليها كذبًا – سوف تنتصر, لكنها انتصرت علي, وهي ليست مسلمة, وعندما ذهبت إلى المدير انتصرت عليّ, وهي البادئة بالتشهير بي, وما زالت تشهر بي وتضايقني.