الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق لا يقع بمجرد النية ولا بحديث النفس من غير تلفظ به

السؤال

سبق أن أرسلت هذا السؤال, ولم يصلني الجواب - بارك الله فيكم -.
أنا مبتلى بحديث النفس بالطلاق - أسأل الله أن يشفيني - ومن بعدها أصاب بالشك: هل تلفظت أم لا؟ وقد حدث معي ذلك مرات كثيرة, وأصبت بحزن وشك, فلا بد أن أفي بالمعلق - وإن كان حديث نفس - حتى أخرج من الهم وأرتاح, وذهبت لأطباء وقالوا: (موسوس), فذهبت لعلماء وشرحت لهم قصصًا مقاربة, فقالوا: (هذه وساوس, فلا تلتفت إليها), فحدثت نفسي أن أصلي ركعتين قبل النوم يوميًا, وأنا مواظب عليها إلى الآن, وأخاف أن أحنث فيها ويقع الطلاق, ولا أجد سببًا لحلفي بالطلاق, وإنما هي فكرة طرأت في رأسي, واستمررت عليها, وحدثتني نفسي أيضًا أن أمنع نفسي من شرب البيبسي, ولم أشربه إلى الآن, ولا أجد سببًا لمنع نفسي, وإنما فكرة بيني وبين نفسي, وحلفت بالطلاق وخفت, وأصبحت على هذا الوضع, فلو خالفتها ولم ألتفت إليها فهل يقع الطلاق؟ وأكاد أن أجن, ويشهد الله أن الوساوس أتعبتني, وأنا أخاف من وقوع الطلاق في مواقف كثيرة, فأستفتي عن كل شيء؛ لكي أبرئ ذمتي, فهل يقع طلاق الموسوس إن تلفظ؟ علمًا أن الإرادة حينما أحلف ليست مني, بل مجرد فكرة تخطر ببال,ي وأحلف عليها.
شكرًا, وأرجو الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن أجبناك بأن الطلاق لا يقع بمجرد النية, ولا بحديث النفس من غير تلفظ به، ولو تلفظت به بسبب الوسوسة - وليس اختيارًا - فلا يقع الطلاق، كما بيناه في الفتوى رقم: 102665.

وإذا شككت هل تلفظت بالطلاق بسبب الوسوسة أو اختيارًا: فلا تلتفت للشك، فالطلاق لا يقع بالشك؛ لأن الأصل بقاء النكاح، فأعرض عن هذه الوساوس جملة وتفصيلًا, ولا تلتفت إليها, وراجع الطبيب النفسي, واستعن بالله, وأكثر من دعائه أن يصرف عنك شرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني