الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الطلاق الواقع تحت تأثير السحر

السؤال

أنا شاب أعاني من مشكلة تجاوزت خمس سنوات وأريد منكم أن تفيدوني وتعطوني فتوى فيها: منذ خمس سنوات كان شخص من أقاربي يسبب لنا المشاكل في الأسرة ويتعامل مع الجن ـ والعياذ بالله من هذا الرجل ـ وكان يشعل النار بين أمي وأبي ولا يزال على هذه الأشياء وتجرأ أن يفرق بين أمي وأبي، ولكنه لا يدرك حقيقة ما يفعله بسبب السحر الذي أرسل إليه وأنا أريد أن أعرف عقاب هذا المجرم في الدنيا والآخرة وهل طلاق أبي لأمي واقع أم لا؟ وأنا واثق من أن أبي كان لا يدرك ما فعله، فأرجوكم أفيدوني بشيء يرضيني ويرضي الله
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التفريق بين الزوج وزوجه بغير حق من الذنوب العظيمة المحرمة وهو من فعل الشياطين والسحرة الذين حكى الله عنهم بقوله: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ {البقرة:102}

وراجع الفتوى رقم: 74519.

وأما عن طلاق الوالد: فإما أن يكون حصل تحت تأثير السحر، وفي هذه الحال لا يقع الطلاق، ومعلوم أن للسحر أثرا على الإنسان، فقد قال الله تعالى: يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ {البقرة:102}.

وبحسب شدة السحر وقوته يكون أثره على الإنسان، فربما فعل المسحور بسبب السحر الفعل ولا إرادة له في فعله فيشبه في الحالة هذه المكره على الفعل، وقد تجاوز الله سبحانه عن المكره، كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وابن حبان.

وإما إن كان طلاقه وقع بإرادته ودون تأثير من السحر فإنه يقع الطلاق، وراجع الفتوى رقم: 93000.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني