السؤال
أرجوكم أريد الإجابة على هذا السؤال: ما واجبي كمسلمة إذا حضرت مجلسا فيه شخص مسلم، لكنه أصبح مؤخرا يجادل في أمور الدين، ويبدو أنه غير مقتنع بالإسلام والعقيدة كسؤاله أمه: ماذا استفدت من الصلاة؟ ولماذا أصلي؟ مع أنه كان رجلا يصلي، وحج بيت الله الحرام، ولكن نتيجة لظروف الحياة القاسية نوعا ما، أصبح يجادل بشيء فيه سخرية، ويبدو لي أنه غير مقتنع بالإسلام. هو أخو زوجي، وعندما بدأ يجادل قلت له: "حرام عليك ذلك، انظر لأبنائك كيف تطلب من الله أن يشفيهم إذا مرضوا"
زوجي لم يرض عن ما قلته، وأخبرني بأن ألتزم الصمت على الرغم من أنه لم يعترض عليه إلا أنا، والداه اعترضا، وطلبا منه أن يسكت. أرجو منكم الإجابة.
جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم إذا شهد مجلسا يخاض فيه بآيات الله، أن ينكر على من يفعل ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. أخرجه مسلم.
فإن بقي المنكر ولم يتغير، فتجب مفارقة هذا المجلس؛ لقوله سبحانه: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء:140}.
قال القرطبي: (فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) أي غير الكفر. (إنكم إذا مثلهم) فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: (إنكم إذا مثلهم). فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم، فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .اهـ.
وقال السعدي: وكذلك يدخل فيه حضور مجالس المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه، وتقتحم حدوده التي حدها لعباده، ومنتهى هذا النهي عن القعود معهم {حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} أي: غير الكفر بآيات الله والاستهزاء بها. {إِنَّكُمْ إِذًا} أي: إن قعدتم معهم في الحال المذكورة {مِثْلُهُمْ} لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم، والراضي بالمعصية كالفاعل لها، والحاصل أن من حضر مجلسا يعصى الله به، فإنه يتعين عليه الإنكار عليهم مع القدرة، أو القيام مع عدمها .اهـ.
فيجب عليك الإنكار على من يسخر من دين الله ويجادل فيه بغير علم، فإن لم يستجب، فعليك بمفارقة المكان لئلا تكوني شريكة له في الإثم. وانظري الفتوى رقم: 150553.
مع العلم أن أخا الزوج أجنبي وليس من المحارم، فيجب الاحتجاب عنه؛ وانظري للفائدة الفتويين: 29990 ، 3910.
والله أعلم.