السؤال
منذ عامين أصبت بوسواس خوف من الموت، وكنت أتابع عند طبيب. وفي فترة أوقفت العلاج، ورجع الخوف. ولما ذهبت إلى الطبيب وصف لي دواء آخر: زانكس. بالصدفة قرأت عنه في الإنترنت أنه يسبب حالات انتحار. من يومها ذهب الخوف من الموت. وتأتيني أفكار انتحار وأن الحياة ليس لها طعم، وبدأت تأتيني شكوك في الدين والعقيدة، لكن أنا الحمد لله ملتزمة، وأحب ربي وديني كثيرا ولا أريد هذا. شيء ما يظل يوسوس لي.
أرجوكم ساعدوني، وأنا الحمد لله أرقي نفسي بالرقية الشرعية: الأذكار، وأقرأ القرآن.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على من ابتلي بالوساوس والشكوك، أن يعرض عنها, وأن يشغل نفسه بما ينفعه في أمر دينه ودنياه؛ لئلا يفسح المجال للشيطان، وأن يكثر من الدعاء ليكشف الله عنه البلاء، كما يشرع له طلب الرقية الشرعية, وأن يراجع الأطباء المختصين، وأما التفكير في الانتحار فهو تفكير خاطئ؛ يؤدي إلى غضب الله تعالى ومقته. فنوصيك أن تفري منه فرارك من الأسد أو أشد، ولا تفكري فيه أبدا، ولا تدعي خاطره يمر بقلبك، فقد كاد لك الشيطان حين نكد عليك حياتك الدنيا، ويريد أن يقودك إلى نكد أعظم في نار جهنم. وتدبري معنا هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه، في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا.
وأما الدواء الأخير الذي وصف لك الطبيب، فننصح باستشارة إخواننا في قسم الاستشارات الطبية بموقعنا ليفيدوك في شأنه، فإن كان ضارا تعين الاستغناء عنه بغيره، وإن كانت المعلومات التى وجدت خاطئة عنه، فلا حرج عليك في العلاج به.
والله أعلم.