الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نذر صلاة ركعتين يوميا قبل النوم هل يعد مبتدعا؟

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الرائع.
سؤالي عن النذر: منذ أكثر من سنتين نذرت على أمر وقد تحقق. نذرت أن أصلي ركعتين كل يوم قبل أن أنام.
بالفعل بدأت أفعل هذا الأمر, ولكنني منذ فترة بدأت أشعر بأنني قد أكون ابتدعت شيئاً. فنيتي عند صلاتي تكون للإيفاء بهذا النذر.
هل أنا على صواب فيما أفعل ؟
ولو نذرت مثلاً أن أقرأ 10 أجزاء من القرآن في يوم واحد إن تحقق الأمر المطلوب. هل يصح ذلك؟
وهل علي كفارة ؟
أفتوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا أنواع النذر في الفتويين : 1125، 64423 ولذلك فنذرك هذا نذر تبرر وطاعة، يلزمك الوفاء به كما نذرت؛ لقول الله تعالى: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ {الحج:29}. ولما في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه.
وكذلك لو نذرت قراءة عشرة أجزاء أو غير ذلك من القربات كل يوم، فيلزمك الوفاء بما نذرت، وليس في ذلك ابتداع ولا كراهة. وإنما المكروه هو الإقدام على النذر المعلق بشرط؛ ولكنه إذا تحقق ما علق عليه لزم الوفاء به؛ وانظري الفتوى رقم: 12609.
وليس عليك كفارة إلا إذا عجزت عن الإتيان بالنذر؛ فتلزمك الكفارة؛ لما رواه أبو داود وغيره عن ابن عباس: ومن نذر نذراً لا يطيقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذراً أطاقه فليف به.

وكونك تصلين بنية الوفاء بالنذر صحيح، ولا بد منه؛ لأن الأعمال بالنيات. والخلاصة أنه لا بدعة في صلاة ركعتين قبل النوم كل ليلة ولو لم يكن عليك نذر؛ لأن الصلاة مشروعة في ذلك الوقت.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني