السؤال
تكلمت على عائلة زوجي, وعلموا بذلك, ثم تبت إلى الله, ولكنهم لا يريدون مصالحتي الآن, فماذا أفعل حتى تقبل أعمالي؟ فقد سمعت أن الأعمال لا تقبل إذا كانت هناك خصومة بين مسلمين.
تكلمت على عائلة زوجي, وعلموا بذلك, ثم تبت إلى الله, ولكنهم لا يريدون مصالحتي الآن, فماذا أفعل حتى تقبل أعمالي؟ فقد سمعت أن الأعمال لا تقبل إذا كانت هناك خصومة بين مسلمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قد تكلمت في أهل زوجك بسوء بغير حق فهذا أمر محرم، وقد أحسنت بالمبادرة إلى التوبة واستسماحهم في ذلك, وكان ينبغي لهم مسامحتك، فإن الشرع قد حث على العفو, وبين عظيم منزلته، وينبغي أن يذكَّروا بذلك، والأولى أن يكون التذكير من قبل من له وجاهة عندهم، ويمكن الاستعانة بالنصوص المضمنة بالفتوى رقم: 54408.
ونوصيك بكثرة الدعاء لهم بخير، وذكر محاسنهم في المكان الذي ذكرت فيه مساوئهم.
والوعيد بعدم المغفرة للمتخاصمين ثابت في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس, فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا, إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء, فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا, أنظروا هذين حتى يصطلحا, أنظروا هذين حتى يصطلحا.
قال الباجي في المنتقى في بيان معنى الحديث: هذا الغفران الذي يكون بمعنى فتح أبواب الجنة، ويكون فتح أبواب الجنة علامة عليه تعم كل مسلم, إلا من كانت بينه وبين أخيه شحناء تحذيرًا من بقاء الشحناء، وهي العداوة بين المسلمين, وحضًّا على الإقلاع عن ذلك, والرجوع عنه إلى التودد والمؤاخاة, قال الله عز وجل: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم. وقال تعالى: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم. اهـ. وما دمت قد بادرت إلى الصلح وطلب المسامحة فنرجو أن لا يشملك هذا الحديث، فمن بادر إلى الاعتذار فقد أدى ما عليه, كما بينا بالفتويين: 68519 - 55821.
والواجب عليك الحرص على حفظ لسانك من مقالة السوء, وللمزيد يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 33278.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني