السؤال
ما الحكم الشيخ الزاني والشاب الزاني إذا كان الشاب ليس لديه ما يتزوج به؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزنا من أعظم الفواحش والمنكرات، والله قد حذر منه كل مسلم سواء كان شاباً أو شيخاً، فقال سبحانه: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
ومن وقع في الزنا عوقب في الدنيا بإقامة الحد عليه إن استوفى شروط ذلك، فحد الزاني الذي لم يتزوج قط؛ وإن كان شيخاً مائة جلدة وتغريب عام، وحد الزاني المحصن الذي تزوج ولو طلق أو ماتت عنه زوجته الرجم حتى الموت ولو كان شاباً، أما في الآخرة فالنار وبئس القرار.
إلا أن الزنا في حق الشيخ يكون أكثر قبحاً وأشد جرماً منه في حق الشاب فقد روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر.
رغم أن هذه الأفعال قد يشترك فيها من ذكروا في الحديث وغيرهم إلا أنهم خصوا بهذه العقوبة الزائدة، لما ذكره القاضي عياض قائلاً: سببه أن كل واحد منهم التزم المعصية المذكورة مع بعدها منه وعدم ضرورته إليها وضعف دواعيها عنده؛ وإن كان لا يعذر أحد بذنب، لكن لما لم يكن إلى هذه المعاصي ضرورة مزعجة ولا دواعي معتادة أشبه إقدامهم عليها المعاندة والاستخفاف بحق الله تعالى وقصد معصية لا لحاجة غيرها، فإن الشيخ لكمال عقله وتمام معرفته بطول ما مر عليه من الزمان وضعف أسباب الجماع والشهوة للنساء واختلال دواعيه لذلك عنده ما يريحه من دواعي الحلال في هذا، ويخلي سره منه، فكيف بالزنا الحرام! وإنما دواعي ذلك الشباب والحرارة الغريزية وقلة المعرفة وغلبة الشهوة لضعف العقل وصغر السن...... انتهى
فعلى كل من وقع في الزنا من شيخ أو شاب سرعة المبادرة بالتوبة إلى الله وحسن الإنابة إليه والاستغفار والندم على ما مضى.
وعدم المقدرة على الزواج لا يسوغ هذا الإثم والفجور، ومن لم يستطع الزواج فعليه بالصوم فإنه له وجاء، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم. وراجع الفتوى رقم:
1095 والفتوى رقم:
4079.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني