السؤال
أنا فتاة، أحب شاباً، وأخرج معه إلى أن حدث بيني وبينه خلوة، فقام بتقبيلي ثم بدأ بتقبيل كل جسمي وبمداعبة الفرج بيده دون أن يدخل عضوه الذكري، وحتى دون أن يدخل يده، أي أنني ما زلت فتاة، وقد نزل منه السائل الأبيض، وأنا لم أشعر بشيء، أنا نادمة، وقطعت علاقتي به. فهل ما جرى بيني وبينه زنا؟ وكيف أستطيع أن أعلم أن الله غفر لي ذنبي؟ وكيف أستطيع أن أثبت على قطع العلاقة، خاصة أنني أحبه؟
أرجوكم ساعدوني، لأنني لا أريد أن أرتكب ذنباً مثل هذا مرة ثانية.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويلهمك رشدك، ويغفر ذنبك، فإن ما وقعت فيه خطيئة هي من أعظم سبل الشيطان لإيقاع المرء في ما هو أكبر منها، وقد قال تعالى: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [البقرة:208].
واعلمي أن الذي جرى بينك وبين هذا الشخص -هداه الله- ليس هو الزنا الذي يوجب الحد، وإن كان من جنس الزنا الأعم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. متفق عليه.
وكل هذه الأفعال التي سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- زناً، يترتب عليها عقاب في الآخرة إن لم يتب منها فاعلها، لكنه ليس كالعقاب المترتب على الزنا الموجب للحد، ولمعرفة المزيد عن هذه المسألة راجعي الفتوى: 20459، والواجب عليك الآن هو أن تتوبي إلى الله من هذا الذنب، وذلك لا يتم لك إلا بالإقلاع عنه، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، ولمعرفة ذلك بالتفصيل راجعي الفتويين: 3950، 19812.
ولكي تسلكي سبيل التوبة وتسيري على ذلك، لا بد من الأخذ بالأسباب المعينة عليه... وأهمها قطع وسائل الاتصال بكل من يعين على هذه المعصية أو غيرها، واختيار الصحبة الصالحة التي تأمر بالخير وتحض عليه، والابتعاد عما يثير الشهوات، والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء، والإكثار من النوافل التي تملأ عليك فراغك، لأن النفس إن لم يشغلها صاحبها بالحق شغلته بالباطل.
وننبه الأخت السائلة إلى أن التوبة إذا استكملت شروطها؛ فهي مرجوة القبول، والله تعالى تواب رحيم، كما قال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة:104].
ولمعرفة شروط التوبة وعلامات قبولها راجعي الفتوى: 5450، ولمعرفة حكم الحب راجعي الفتوى: 4220، ولمعرفة علاج العشق ودواؤه راجعي الفتوى: 9360.
والله أعلم.