السؤال
ذكر في هذه الفتوى ما يلي:
السؤال: ما حكم الافتخار بالأوطان، مثلاً سعودي وأفتخر. وما ضوابطها إن وجدت؟
الإجابــة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حب المرء البلد الذي نشأ فيه، أمر مركوز في أصل فطرة الإنسان، روى الحاكم في المستدرك، والطبراني في معجمه الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان. عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمكة: ما أطيبك، وأحبك إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك.
فلا حرج في أن يفتخر المسلم ببلده المسلم، بشرط أن لا يكون ذلك على سبيل الحمية والعصبية، بحيث ينتقص أوطان إخوانه من المسلمين، فإن هذا سبيل من سبل انتشار الشر والفساد.
مشايخنا الأفاضل: إن كان الفخر له ضوابط ومقومات, فإن من الأولى أن قول “سعودي وأفتخر“ أو أي جنسية كانت مدعاة للكبر. فكما نعلم أن الفخر بشكل عام مدعاة للكبر.
في الحديث قال لمكة: ما أطيبك وأحبك إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك. فلا يدل هذا الحديث إلا على مقدار الحب للوطن. والحب والاعتزاز بالوطن شيء، والفخر شيء آخر تمامًا.
في قولكم: فلا حرج في أن يفتخر المسلم ببلده المسلم بشرط أن لا يكون ذلك على سبيل الحمية والعصبية، بحيث ينتقص أوطان إخوانه من المسلمين.
إن تفشت هذه المقولات. فما الذي سيحدث؟ فكيف تنفي الحرج عن المقولة بشرط الحمية والعصبية, وأصل الحمية والعصبية قائم بمجرد ذكر البلد! بسبب قول الشخص على سبيل المثال“سوري وأفتخر“ في زمن كثرت فيه وسائل التواصل كالنت وغيره من ترحال.. إلخ. سيكون مدعاة أكيدة للعصبية والحمية. فعندما يقول هو هذه المقولة, آخر سيفتخر بموطنه, وهكذا. فالأولى ترك الفخر عمومًا إلا في مواطن.
وعن تجربة هذه المقولات مدعاة لعصبيات وحميات, تفشت وأصبحت جدًا سيئة.
إن كان عمر- رضي الله عنه- لم يفتخر ولم يذكر حتى كلمة فخر عندما قال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام.. فلم يذكرها في الإسلام فكيف لنا أن نذكرها في مواطن أقل دونًا! فالعزة والفخر ليسا شيئًا واحد.
أرجو التنبه لهذا الشيء.
وجزاكم الله خيرًا.