السؤال
أنا امرأة أبلغ من العمر41 سنة، لم يسبق لي الزواج، أمكث في البيت، وعندي أول ثانوي فقط، ولم أكمل دراستي، ولست اجتماعية وأستحيي كثيرا ولا أعمل، ولم أعمل في حياتي، ولا أخرج من البيت كثيرا إلا لضرورة، سجلت في موقع للزواج اسمه مودة منذ تقريبا عام ونصف العام، تعرفت على رجال كثر في ذاك الموقع، وأقسمت في الموقع على الزواج، وسألت عالما ما فقال إذا كانت المواقع منضبطة شرعا فإنه لا بأس بها، لكنه نصحني بالابتعاد عن هذه المواقع لما فيها من الشبهات، فحذفت عضويتي من ذلك الموقع، وبعد أيام رجعت بسبب سني ورؤيتي للكثيرين المسجلين هناك، وبحثت فوجدت فتوى أخرى من عالم تجيز ذلك فسجلت في نفس الموقع بناء على فتوى العالم الثاني ودخلت، فهل أنا آثمة، لأنني لم أعمل برأي العالم الأول وعملت برأي العالم الثاني؟ وهل هذا حرام؟ كان هدفي في موقع مودة التعرف على رجل عازب أو مطلق أو أرمل بأيتام بهدف الزواج فقط، والآن حذفت عضويتي، فما رأيكم في التعرف بهدف الزواج عن طريق موقع مودة، أو بالأحرى عن طريق النت؟ وهل أسجل من جديد؟ وفيه رجل مريض بالصدفية عمره 52 أعزب يبحث عن امرأة ولا يعمل، وقد سجل منذ 2009 حتى يومنا هذا لا يزال يبحث، أشفق عليه وأقول في نفسي لو أتزوجه مع أنني عاهدت الله وتركت الموقع، أشيروا علي بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله سريعا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن نفتي في موقعنا هذا بما أفتاك به الأول من أنه لا حرج في مواقع التعارف من أجل الزواج إذا كانت منضبطة بالضوابط الشرعية، وكان القائمون عليها موثوقين ويقومون بالرقابة عليه ومنع ما يمكن أن تكون فيه مخالفة لأحكام الشرع وآداب الدين، فراجعي فتوانا رقم: 7905.
والتنقل بين المفتين لا حرج فيه إن لم يكن بقصد تتبع الرخص، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 134759.
فلست آثمة إن لم يكن رجوعك للعالم الثاني بالقصد المذكور، وعهد الله يمين على الراجح من أقوال الفقهاء، كما بينا في الفتوى رقم: 164141.
فلو قدر لك الرجوع للدخول إلى الموقع لزمتك كفارة يمين، إلا إذا كان العهد قد صدر بناء على خوفك من أن يكون الدخول إلى الموقع محرما وتبين لك أنه جائز، فلا يقع الحنث ولا تلزمك كفارة في هذه الحالة، وراجعي للأهمية الفتويين رقم: 35705، ورقم: 2022.
والزواج من خلال التعارف عن طريق الأنترنت لا يخلو من مخاطر، لا سيما وأن الفتاة قد لا يكون بإمكانها التعرف على حقيقة صفات من يتقدم لخطبتها، وما إن كان صاحب دين وخلق، ومن هنا فالأولى البحث عن سبيل غير هذا السبيل، وإذا لم يكن من هذا السبيل بد فلتتحر الفتاة فيمن ترغب فيه زوجا، وهذا الرجل الذي ذكرت أنه مصاب بالصدفية ـ وهو مرض جلدي غير معد كما ذكر أهل الاختصاص ـ إذا غلب على الظن أنه مرضي الدين والخلق فلا بأس في أن تعرضي نفسك عليه للزواج منك. وراجعي الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.