السؤال
أود أن أسأل عمن أخلف الوعد مع الله وقال هذه الصيغة: يا رب إني أعدك بأنني لا أفعل معصية، وأنني أحب هذا الشيء كثيرا، وقلت: يارب إذا فعلتها فأحرمني منها ـ ولكنني فعلت المعصية ولم أصر عليها وتبت إلى الله توبة نصوحا، فهل تلزمني كفارة يمين؟ وهل الله غاضب علي؟ وهل فعلا سوف يحرمني الله منها كما قلت له في الوعد، فأنا أريدها ولا أريد أن يحرمني الله منها، مع أنني تبت توبة نصوحا؟ وماذا أفعل؟ وما حكم ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الوفاء بالوعد من صفات المؤمنين، وإخلافه يعد من صفات المنافقين، ولا شك أن الوفاء بوعد لله تعالى أحق وأولى من الوفاء لغيره، وخاصة إذا كان الوعد بترك معصية فعلى هذا الإنسان أن يتوب إلى الله تعالى ويفي بوعده ويبتعد عن المعاصي.. وقد أحسنت في التوبة من المعصية، وليس عليك كفارة غير التوبة النصوح، ولتعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ونبشرك بقول الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.
وقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وغيره، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته.
والله أعلم.