السؤال
كنت مأمومًا وقرأت الفاتحة, ووصلت إلى كلمة "ولا الضالين" وكنت أحاول نطق حرف الضاد, ولم أستطع - فقد كنت أحس أن لساني يثبت؛ لأني كثير الوسوسة في نطق كلمة "الضالين" فلا أعرف كيف أشددها, وأحس أني إن نطقتها يتكرر معي حرف الضاد - وركع الإمام, فقطعت قراءتي, وركعت معه؛ خشية أن يرفع الإمام من الركوع, وأنا ما زلت أحاول نطقها, فهل صلاتي صحيحة؟ وهل يحملها عني الإمام؟
الإجابــة
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه، ثم ننبهك على أن الوسوسة في مخارج الحروف من مصائد الشيطان، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف, والتنطع فيها, ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج ابن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف, فتراه يقول: الحمد الحمد, فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة, وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب, وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق, ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة, وكل هذه الوساوس من إبليس .انتهى.
وفي فتاوى عليش جوابًا عن سؤال جاء فيه: وَهَلْ الِاسْتِنْكَاحُ فِي بَعْضِ حُرُوفِ الْفَاتِحَةِ, أَوْ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ, أَوْ السَّلَامِ, كَالِاسْتِنْكَاحِ فِي جَمِيعِهَا؟ فَكان مما أجاب به: سَمِعَ أَشْهَبَ مَالِكًا يَقُولُ: وَمَنْ شَكَّ فِي قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ, فَإِنْ كَثُرَ هَذَا عَلَيْهِ لَهَا عَنْ ذَلِكَ, وَإِنْ كَانَ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ فَلْيَقْرَأْ, وَكَذَا سَائِرُ مَا شَكَّ فِيهِ. انتهى.
وبناء على ما سبق: فما يعتريك من شدة وحرج في نطق حرف الضاد من كلمة "الضالين" من قبيل الوسوسة, فلا تلتفت إليها, ويكفيك أن تنطق بحرف الضاد حسب استطاعتك, وصلاتك صحيحة, إذا كنت قد نطقت بكلمة الضالين, ثم ركع إمامك أثناء تكرارك لهذه الكلمة.
ولو تركت كلمة الضالين بسبب الوسوسة ومشقة النطق بها: فإن صلاتك لا تبطل - وإن كنا نرجح ركنية الفاتحة على المأموم في كثير من فتاوانا - وتراجع الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.