السؤال
لدينا ريسيفر، وأهلي لا يشاهدون عليه إلا المسلسلات، والأفلام الفاسقة، والأغاني و... فإذا قمت بتعطيله فهل يعتبر ذلك أذى؟ مع العلم أن هذا الجهاز ليس ملكًا لنا, وإنما استعاره أبي من أحد الأشخاص منذ قرابة أربعة أشهر، وأظنه سيبقى مدة طويلة جدًّا, فإذا قمت بتعطيله دون علم أهلي وصاحبه فهل آثم على ذلك؟ مع أن هناك احتمالًا كبيرًا أن يعرفوا أني من قام بذلك؛ لكرهي له، ولما يشاهدون، ومن ثم سيغضبون علي, وعندما أضع القرآن فإنهم يتذمرون ويبدؤون بخلق المشاكل بسبب ما وضعته، وأبي لا يهنأ له بال حتى يضعه على قنوات الفسق والأغاني, فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولأهلك الهداية، وأن يعيننا وإياك على منع حصول المنكر.
والواجب عليك أولًا هو السعي في نصح الأهل، ونهيهم عن المنكر، وأما تعطيلك لجهاز الغير، فلا يجوز؛ لأنه جهاز يستعمل في الحق والباطل، ويجوز للغير شراؤه في الأصل على احتمال أنه يريد به الخير؛ فلذا لا يجوز لك تعطيله تعطيلًا كليًا ما دام ليس ملكًا لك؛ لما فيه من الاعتداء على مال الغير، ولكن إن تأكدت أن أهلك لا يستخدمونه إلا في الباطل، فحاولي منعهم بقدر استطاعتك، وإقناعهم بالبعد عن المحرمات، وأن تبتعدي أنت عن مشاركتهم في مجالسهم التي تحدث فيها المحرمات، ولا يلزمك الإنكار باليد؛ لأن هذا مسؤولية الوالد.
وقد سبق أن ذكرنا عدة إرشادات في السعي في هداية الأهل، والتحفظ من التأثر بحالهم؛ فراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 102922 - 76368 - 76270.
والله أعلم.