السؤال
ما حكم من رأى أخته تقبل شخصا أجنبيا في موضع مخل، علما بأن وقت فعلتها يقدر ب 5 ثوان، ولم تعلم أنه رآها أثناء فعلتها.
هل يستر عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. لأن أخاها لا يرى فضحها؟
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالستر على العصاة غير المجاهرين من الفضائل، والأمور المهمة، ويتأكد هذا إذا اجتمع مع حق الإسلام حق الرحم. جاء في (الموسوعة الفقهية): أجمع العلماء على أن من اطلع على عيب أو ذنب، أو فجور لمؤمن من ذوي الهيئات أو نحوهم ممن لم يعرف بالشر والأذى، ولم يشتهر بالفساد، ولم يكن داعيا إليه، كأن يشرب مسكرا، أو يزني، أو يفجر متخوفا متخفيا غير متهتك، ولا مجاهر يندب له أن يستره، ولا يكشفه للعامة أو الخاصة، ولا للحاكم أو غير الحاكم، للأحاديث الكثيرة التي وردت في الحث على ستر عورة المسلم، والحذر من تتبع زلاته، ومن هذه الأحاديث: قوله صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. وفي رواية: ستره الله في الدنيا والآخرة. وقوله صلى الله عليه وسلم: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم. وقوله صلى الله عليه وسلم: من ستر عورة أخيه المسلم، ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته. ولأن كشف هذه العورات والعيوب، والتحدث بما وقع منه قد يؤدي إلى غيبة محرمة، وإشاعة للفاحشة. قال بعض العلماء: اجتهد أن تستر العصاة، فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب. قال الفضيل بن عياض: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير. اهـ.
ومع الستر يجب بذل النصيحة لأخته، ووعظها وإخافتها بالله تعالى، وإحاطتها بما يحفظها، ويحول بينها وبين الفواحش.
وراجع للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 62969، 138827، 181853.
والله أعلم.