الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقصير المرأة في حق زوجها لإساءته عشرتها

السؤال

تزوجت وأنا في الجامعة من رجل اختارني، وهو عصبي وحريص على المال، وقليل الجنس معي ولا يلاطفني ولا يهتم بي، ويضربني أحيانا ولا يغار علي، وبعد طفلي الأول فصل عالمه عنا، وأصبح الجنس معدوما تقريبا، وأصبح ينتقد كل شيء ويهينني ويتعالى علي، ولا يريد أن يكون المنفق وحده، وساءت حالتي النفسية فأهملت نفسي وبيتي فهو غير موجود أغلب الوقت، وإن وجد فإنه لا يتكلم معي وإن تكلم كان كلامه نقدا وتجريحا، وأخبرني أهله ووالدته أنه رجل صعب وقاس، وهو لا يهدي لوالدته ولا لأهله، أصبت بالاكتئاب وتجاهلته فلا حقوقي الجنسية ولا المادية ولا العاطفية متوفرة، ونظراته بالكره والازدراء تقتلني، وكلامه عن الطلاق في كل مشكلة أفقدني الأمان، وظفت بأمر منه وصرفت على نفسي فكانت ثيابي قديمة ومهترئة وهو في حالة مادية جيدة، ثم تجاهلت وجوده وزادت المشاكل، فقال لي يجب الطلاق فرفضت بسبب طفلي الذين يهملهما ويقصر في كسوتهما أيضا، حصل على وظيفة فيها سفر للسياحة فقال لي سأتزوج بامرأة أخرى في العمل، وهو طبعا على علاقة غرامية بها منذ فترة طويلة، ويتهمني بالظلم والإهمال وأنني السبب، فما رأي الدين في ذلك؟ علما بأنني عندما كنت أتزين كان يقول لي أنت رجل، أو يبحث عن أي شيء في البيت لينتقده إلى أن دمر نفسيتي وكرهت نفسي،علما بأنني حسنة المظهر والأخلاق وتقدم لي رجال كثر قبله، فهل أنا ظالمة أم مظلومة؟ وهل سيحاسبني الله إن كنت قصرت معه بسبب معاملته التي سببت لي الأذى في نفسي وبدني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، وعلى الزوج أن ينفق على زوجته وولده بالمعروف وعليه أن يعف زوجته بقدر طاقته وحاجتها، وأن يحسن صحبتها، فلا يهينها أو يؤذي مشاعرها، وراجعي الفتوين رقم: 113898، ورقم: 52796.

فإن كان زوجك لا ينفق عليك بالمعروف ويهجرك ويضربك بغير حق ولا يعفك ويهينك، فهو ظالم لك بلا ريب، لكن ظلمه لك لا ينبغي أن يحملك على مقابلته بظلم، وإنما يحق لك أن تطالبيه بمعاشرتك بالمعروف، وإذا لم يعاشرك بالمعروف فليتوسط حكم من أهله وحكم من أهلك ليصلحوا بينكما، وإذا لم يفد ذلك فلك رفع الأمر للقضاء وطلب الطلاق أو الخلع وراجعي الفتوى رقم: 19663.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني