السؤال
قال تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفا.
هل المراد هنا إبليس، أو جنس الشياطين؟ وهل كان هنا تفيد الاستمرار، أو إن هذا كان قد حصل وانقضى، أما كيده الآن فأصبح أقوى؟
وجزاكم الله خيرا.
قال تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفا.
هل المراد هنا إبليس، أو جنس الشياطين؟ وهل كان هنا تفيد الاستمرار، أو إن هذا كان قد حصل وانقضى، أما كيده الآن فأصبح أقوى؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الآية جزء من آية من سورة النساء، وقد جاءت في سياق حديث القرآن عن الجهاد في سبيل الله، وقتال أعدائه، ويحتمل أن يكون المراد بالشيطان فيها إبليس -عليه لعنة الله-.
قال القرطبي في التفسير: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) أَيْ مَكْرَهُ، وَمَكْرَ مَنِ اتَّبَعَهُ. وَيُقَالُ: أَرَادَ بِهِ يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ قَالَ لِلْمُشْرِكِينَ: لَا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ.. الآية. اهـ.
أو جنس الشيطان؛ لأن الشياطين كلهم أولياء للذين لا يؤمنون.
جاء في التحرير والتنوير: "وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً " قال: وَالْمُرَادُ جِنْسُ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّمَا جُعِلُوا يَدْعُونَ الشَّيْطَانَ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي سَوَّلَ لَهُمْ عِبَادَةَ الْأَصْنَامِ". اهـ.
وكان هنا تفيد الدوام والاستمرار، وهذا كثير في القرآن الكريم، وفي كلام العرب، مثل قوله تعالى: إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً {الإنسان:22}. وقوله تعالى: إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا {المدثر:16}. أي ولم يزل كذلك.
وجاء في معاني القرآن وإعرابه للزجاج:" إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً" فأعْلِمُوا أن هذا الذي حرم عليهم لم يزل منكراً. اهـ.
وهي مؤكدة لمعنى ضعف كيد الشيطان كما قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: وَأَكَّدَ الْجُمْلَةَ بِمُؤَكِّدَيْنِ (إِنَّ) (وَكَانَ) الزَّائِدَةِ الدَّالَّةِ عَلَى تَقَرُّرِ وَصف الضَّعْفِ لِكَيْدِ الشَّيْطَانِ. اهـ.
وعلى ذلك؛ فالمعنى: إن كيد الشيطان منذ كان، كان موصوفا بالضعف، وما زال، ولن يزال ضعيفا، ولكنه مستمر.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني