السؤال
شيخنا الكريم: أنا زوجة لرجل ذي خلق ويحبني، ولكنني –للأسف- لا أبادله نفس المشاعر، فقلبي قبل زواجنا كان متعلقًا بغيره، ودعوت الله كثيرًا أن يشفي قلبي من حبه دون جدوى، وتحملت ست سنوات من زواجي به، وأحاول أن أراعي الله في معاملتي، لكن ذلك الشخص لا يفارقني أبدًا، وأخاف الفتنة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الخطورة بمكان تعلق قلب المرأة بغير زوجها، فإن هذا قد يكون ذريعة للفساد، فهي بذرة قد يغذيها الشيطان، فتنتج ما لا تحمد عقباه، فالواجب عليك أن تكوني على حذر من الشيطان وكيده، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
والواجب عليك أيضًا مدافعة أي خواطر قد تنتاب قلبك، وراجعي خطورة العشق، وبعض وسائل علاجه في الفتوى رقم: 117632.
وعدم مبادلة زوجك مشاعر الحب لا يلحقك منها إثم إذا أديت إليه حقوقه عليك، ولم تفرطي في شيء منها، فالحب أمر قلبي، لا دخل للمرء فيه، فندعوك إلى الصبر، وتكلف حسن العشرة مع زوجك، وفعل كل ما يمكن أن يؤدي إلى ديمومة العصمة بينكما، ولا سيما إن كنت قد رزقت منه الأولاد، فهم مصلحة عظيمة كافية لأن تكون سببًا لاستمرار الحياة بينكما، ولا ينبغي أن تفكري في فراقه، فإذا فعلت فقد لا يتزوجك الآخر، وتقعين في الفتنة من أوسع أبوابها، وبناء المسلم أموره على الأوهام جري وراء السراب، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا.
والله أعلم.