السؤال
أعمل لدى دار نشر للكتب، وهذه الدار تعمل على كتب متنوعة، وأحياناً تأتي كتب أشك في جواز نشرها، فمثلاً تأتيني كتب فيها أفكار تشويه لبعض صور الإسلام أو المسلمين أو فيها كفر أو إشراك ـ والعياذ بالله ـ أو في طياتها وصف دقيق أو شبه دقيق لقصة أو أكثر مثيرة للشهوة
وأحياناً تأتيني كتب قصصية فيها صور نساء قد تكون ملفتة للنظر أو مثيرة للشهوة وقد تكون عادية، فما حكم مساهمتي في العمل على كل من تلك الكتب في كل حالة من الحالات السابقة؟.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيقول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. ومن ثم، فلا يجوز الإسهام بأي شكل من أشكال التعاون في أمور محظورة شرعا، كتلك المذكورة في السؤال، وعلى ذلك فلا يجوز لك العمل في تلك الدار، اللهم إلا إذا استطعت أن تخصص عملك بالكتب الخالية من المحاذير دون غيرها، وإن كان تركها هو الأولى عموما، وانظر الفتويين: 94598 ، 56158. وراجع بشأن الكتب التي تحتوي على أفكار باطلة فتوانا رقم: 198433.
ولا يجوز قراءة ما كان من الروايات مشتملًا على تحريك الغرائز، وإثارة الشهوات من وصف النساء البغايا، ونحو ذلك؛ لأنه ذريعة مفضية إلى الشر، وإنما يقرأ المسلم ما كان نافعًا له في دينه ودنياه، وقد أوضحنا نحو هذا في فتاوى كثيرة، منها: 255589 ، 125893. وبشأن صور النساء انظر الفتويين: 74147 ، 101881.
والله أعلم.