السؤال
أنا متزوجة منذ أربع سنوات, زوجي طيب يصلي مستقيم لا يفعل الحرام ولا يضر أحدا لا بالقول ولا بالفعل كريم في بيته بار بوالدته، لكن عيبه الوحيد أنه بخيل مع الناس فهو لا يتصدق، ولا يعرف معنى إكرام الضيف، كما أنه دائما عبوس الوجه، حتى السلام شحيح فيه، وهو ما يتسبب دائما لي في الإحراج، والناس دائما ينتقدونني حتى إني كرهت نفسي، مع أني دائما أدافع عنه، وأبرر أفعاله لكني تعبت، وهذه الطباع نفرت منه حتى إخوانه، وأنت تعرف اليوم أن مجتمعنا اليوم كله مجاملات ومصالح, في بعض الأحيان أحزن على نفسي لأني أعرف أن هذه الصفات ليست محبذة في الإسلام فأخاف على زوجي وأخاف على نفسي عند ما أذكر قول الله تعالى: الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد ذكرت في زوجك هذا كثيرا من الصفات الحسنة من الاستقامة على الحق ونحو ذلك، مما يعني أنه من الطيبين ـ والحمد لله ـ وليس من الخبيثين، فاحذري أن تسيطر عليك الأوهام بأنك خبيثة، وعلى فرض أنه خبيث فلا تلازم في هذا الأمر، فقد يكون الزوج خبيثا وتكون الزوجة طيبة أو العكس. وقد فصلنا القول في هذا بالفتوى رقم: 139081.
وما ذكرت من بعض الصفات من نحو البخل وعدم التصدق على الناس أو عدم إكرام الضيف، أو عبوس الوجه فهذه الصفات وإن كانت ذميمة إلا أنها لا تعني أن صاحبها خبيث، ففي الموطأ أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلاً ؟ فقال: نعم. هذا مع العلم بأن الصدقة يمكن أن يقوم المسلم بها في الخفاء حذرا من الرياء، فلا يمكن الجزم بعدم قيامه بها.
ويمكن أن ينصح في مثل هذه الأمور، ويبين له أهمية الاتصاف بالصفات الحسنة والأخلاق الكريمة في معاملة الناس، وأن في ذلك خير الدنيا والآخرة، وأن الأخلاق الحسنة يمكن أن تكتسب، فيتكلفها في أول الأمر ثم تصبح بعد ذلك سجية له، ويمكن الاستعانة ببعض النصوص المضمنة في الفتوى رقم: 97298، والفتوى رقم: 54751.
والله أعلم.