السؤال
أنا فتاة غير متزوجة أشكو من عدم انتظام الدورة؛ فهي تأتي شهرا، وتغيب شهورا، فأجريت تحليل هرمون الحليب، فكان مرتفعا جدا، وعالجته ثم أخذت منظِّما لمدة ثلاثة أشهر، وتوقفت، ورجعتْ للانقطاع والعودة، والآن هي منقطعة منذ أربعة أشهر، ودخل شهر رمضان، ونزلت في منتصف الشهر -تقريبا في اليوم الخامس عشر- إفرازات بنية، وبقع دم متقطع ويابس جدا، وقليل جدا، ولم تأت أعراضها التي عهدتها قبل الدورة من آلام البطن، وتضخم الصدر، وتقلبات المزاج، فشعرت أنها ليست هي في صفاتها، فأكملت الصيام، والصلاة مع الوضوء قبل كل صلاة، واستمرت في النزول، ومع الوقت بدأ الدم يتكثف تدريجيا، وفي اليوم الخامس والعشرين أصبحت صفات الدم مثل الدورة الطبيعية، فأفطرت إلى نهاية الشهر، فهل أقضي الخمسة أيام التي أفطرتها فقط أم أقضي الخمسة عشر يوم كلها؟ وهل فعلي صحيح؟ وماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الأيام التي رأيت فيها الدم لم تزد على خمسة عشر يومًا بأن كان الدم قد انقطع في آخر رمضان، ولم يستمر بعد ذلك: فجميع هذه الأيام يعد حيضًا، فإن كل دم تراه المرأة في زمن إمكان الحيض يعد حيضًا، والكدرة المتصلة بالدم تعد حيضًا كذلك، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 118286، 145491، 134502.
وعلى هذا؛ فإنك تقضين جميع الأيام التي رأيت فيها الدم، وهي: خمسة عشر يومًا؛ لأن صومك -والحال ما ذُكر- غير صحيح لكونك حائضًا.
وأما إن كان الدم قد استمر بعد رمضان، فزادت مدته على خمسة عشر يومًا: فلا يمكن أن يعد جميعه حيضًا -والحال هذه- وإنما مدة الحيض منه ما وافق عادتك، فإن لم تكن لك عادة، فما ميزت فيه صفة دم الحيض هو الذي يعد حيضًا، وغيره استحاضة، ومن ثم؛ فلا يلزمك سوى قضاء الأيام المعدودة حيضًا، وانظري لبيان ما تفعله المستحاضة الفتوى رقم: 156433.
والله أعلم.