أنا أعمل في مصلحة البريد في توزيع الخطابات، وتأتيني خطابات من التأمينات والضرائب والبنوك وشركات الاستثمار لأقوم بتوزيعها، بالإضافة إلى أن أكثر من 70% من دخل هيئة البريد من الزيادات الربوية لدفاتر التوفير. وهناك بعض الخطابات أتركها دون إيصالها لأصحابها. وأنا غير راض عن هذا العمل لشبهة الربا.
فأرجو إفادتي بالفتوى الشرعية: هل أستمر في هذا العمل أم أتركه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإيصال الخطابات إلى أصحابها ولو كانت من قبل مؤسسات محرمة لا يؤثر في عملك، ما لم يعلم أو يغلب على الظن تضمن تلك الخطابات لما هو محرم، كإنشاء عقد ربوي -مثلًا- والدعوة إليه، ونحو ذلك مما يحرم السعي فيه، والإعانة عليه، فيحرم حينئذ إيصالها، ويلزم الامتناع من ذلك للآية: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}. فإن لم يعلم تضمنها لمحرم: فلا يحرم إيصالها إلى أهلها.
وليس لك عمومًا إتلاف شيء منها، وإهماله؛ لما في ذلك من التفريط في العمل الموكل إليك، وقد يترتب على ذلك الفعل ضياع حق، ولحوق ضرر بصاحب الخطاب أو الجهة المرسلة له.
وأما مسألة كون مداخيل تلك المصلحة بعضها من حرام، فهذا يجعل مالها مختلطا، وقد اختلف في جواز معاملة مختلط المال. وراجع للتفصيل الفتوى رقم: 75451.
والله أعلم.
الفتوى
اطرح سؤالك
الفتاوى الحية
عرض موضوعي
فتاوى معاصرة
مختارات الفتاوى
عن
الفتوى 
بحث عن فتوى
العرض الموضوعي
الأكثر مشاهدة
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
المواريث
بنين وبنات