السؤال
زوجة ترتدي النقاب، وتحفظ بعضا من كتاب الله، ولكن لوحظ أنها تفرح بنظر الرجال إليها، وربما تتبادل معهم النظرات، وقد يحدث أن يكون هؤلاء الرجال من أقارب الزوج مما يوقعه في حرج بالغ. عند مفاتحتها في الأمر تنكر إنكارا شديدا. هناك طفل في الأسرة عمره عام تقريبا.
ما العمل مع هذه الزوجة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنود أن نلفت النظر أولا إلى أن هذا باب قد يدخل من خلاله الشيطان، ليوقع في نفس الزوج بعض الخواطر التي تفيد بأن زوجته تنظر إلى الرجال، ولا يكون الأمر كذلك، وقد تعظم هذه الخواطر في نفسه حتى يظنها حقيقة، وخاصة لو قدر له أن رأى وجهها في اتجاه رجل أجنبي عنها، وقد لا يدور بخلدها أصلا النظر إليه. فيجب الحذر من الركون لهذه الخواطر، والاسترسال معها، وعليه الحرص على تفويت مكيدة الشيطان وشره، وحمل أمر زوجته على السلامة حتى يثبت خلاف ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 57022.
ولو قدر أنه رأى منها ما يريب حقيقة، فليكن حازما معها، فينصحها، ويذكرها بالله تعالى، ويبين لها خطورة إطلاق النظر، ويمكن الاستعانة ببعض ما ورد في الفتوى رقم: 19075.
ولا ينبغي التعجل إلى الطلاق لهذا السبب، بل الأولى أن يحرص الزوج على تربية زوجته على الإيمان، وتزكية النفس، ومدارسة بعض الكتب المعينة على ذلك ككتاب رياض الصالحين، وقراءة السيرة، وقصص الصالحين، والصالحات ونحو ذلك، ومن أهم ما يعين الزوج في سبيل تربيتها كونه قدوة صالحة لها في الخير. وراجع الفتوى رقم: 19186.
وإننا بهذه المناسبة ننبه كل مسلم، ومسلمة للحرص على الابتعاد عن مواطن الفتن والشبهات حتى لا يظن به سوء، وحتى يسلك مسلك السلامة، ويكون في عافية في دينه، وعرضه، وانظر الفتوى رقم: 55903.
والله أعلم.