السؤال
أنا متزوجة منذ حوالي سنتين، وعندي طفلة واحدة، وزوجي في أول شهر من الزواج اكتشفت أنه يشرب الحشيش، وعندما واجهته بذلك تهرب مني، وقال لي هذا شيء عارض، فصدقته، وسافر بعد زواجنا بشهر، ثم سافرت إليه بعدها لأقيم معه في إحدى دول الخليج، ومنذ أن وصلت اكتشفت أن كل أصدقائه مدمنون للحشيش والمخدرات، وعندما واجهته صارحني بأن أصدقاءه يشربون الحشيش وهو يفعل ذلك بسبب الغربة، ومنذ أن علمت وأنا أقوم بنصحه، وكان يعدني أنه سيرجع عن هذا الطريق، ولكنه لم يتغير، وحدثت بيننا مشاكل كثيرة، وكان يقوم بضربي، وقام برفع السكين علي يريد أن يقتلني، ويأخذ مني البنت، فماذا أفعل؟ أنا أحبه كثيرا ولا أريد أن أعيش بدونه، وأريد أن تتربى البنت بين أب وأم، ولا أكلم أهلي في وجوده، ولا أستطيع أن أخبرهم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأول ما نوصيك به الدعاء، فالله عز وجل بيده قلوب العباد يصرفها كيف يشاء، وهو أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
ثم استعيني على زوجك أيضا بكل ناصح من أهل الخير والصلاح ليبينوا له خطورة ما هو فيه، ويمكن الاستفادة من الفتوى رقم: 130500.
فإن تاب هذا الرجل وأناب إلى الله فذاك، وإلا فمعاشرة مثله شر ووبال على الزوجة وعلى ابنته، فمثله قد لا يرعى حرمة ولا يحمي عرضا، ففراقه أولى ولو في مقابل عوض تدفعينه إليه، قال البهوتي الحنبلي: وإذا ترك الزوج حقا لله تعالى فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
وإن رأيت الصبر عليه والاستمرار في سبيل صلاحه، فلك ذلك.
والله أعلم.