السؤال
أنا طالبة من قطاع غزة درست درجة الدبلوم والبكالوريوس، وأود أن أكمل درجتي الماجستير والدكتوراه، وقد سنحت لي الفرصة للدراسة بالخارج عن طريق منحة مقدمة من الحكومة الفلسطينية إلى كوريا الجنوبية في جامعة ايهوا النسائية للدراسات العليا، وأريد أن أعرف ما هو رأي الشرع في سفري وتعلمي بالخارج لمعرفتي بوجود محرم للمرأة عند السفر؟ وأود أن أسافر طالبة للعلم بنية خالصة لله تعالى، وأنا لي أخوان؛ الكبير مهاجر إلى بلد أوروبي ومتزوج هناك، والآخر كفيف لا يرى، ولا أملك أخوالًا، وأعمامي قاطعون للرحم -هداهم الله-، فهل يجوز أن أسافر وأبيت هناك بهدف الدراسة؟ وما حكم الشرع في هذا؟ علمًا بأن تكلفة الدراسة والإقامة على حساب الدولة، وفي مكان آمن مع الطالبات. وإن لم يكن هناك موافقة، فهل يجوز اصطحاب أمي لفترة من الزمن ثم تعود أدراجها؟
أرجو منكم المساعدة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد جاءت الأحاديث الصحيحة ناهية المرأة عن السفر بغير محرم إلا لضرورة، وليست الدراسة بضرورة تبيح السفر بغير محرم، وراجعي الفتوى رقم: 6219. فإن كانت بك حاجة لهذه الدراسة فاجتهدي في البحث عن محرم يرافقك، ولا تعتبر المرأة محرمًا؛ فلا يصلح سفرك برفقة أمك، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 64003. وإن وجدت محرمًا يرافقك في السفر فلا بأس بإقامتك هناك من غير محرم، فإنه يشترط في السفر دون الإقامة، بشرط أن تكوني في مكان تأمنين فيه على نفسك.
وننبه إلى أن الزواج يمكن أن يكون حلًّا في مثل هذه الأحوال، فإن لم تكوني ذات زوج فابحثي عن رجل صالح تتزوجين منه، ويرافقك في سفرك لإكمال دراستك، ولا يخفى أن في هذا عونًا للمرأة على العفاف، ولا سيما في مثل تلك البلاد التي تكثر فيها أسباب الفتنة، ومن أجل هذا شدد أهل العلم في سفر المسلم للدراسة في بلاد الكفر، وجعلوا لذلك قيودًا ثقيلة، ذكرنا طرفًا منها في الفتوى رقم: 216610.
والله أعلم.