السؤال
إخواني: أنا أخوكم في الله، مشارك جديد، أرجو منكم بعض النصائح الدينية، والمستعجلة في آن واحد.
مشاكلي كالآتي: أنا شاب أريد أن أترك المعاصي، والموبقات، والمهلكات، والنظر إلى ما حرم الله، وفي نفس الوقت أريد أن يحبني الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما أتمنى أن تكون أخلاقي، ومعاملتي مع أبي، وأمي، ومع إخوتي، ومع خطيبتي، ومع الناس على أحسن وجه. كما أتمنى أن أرتاح، وأكون مخلصا في أداء واجباتي الدينية، والدنيوية.
كما أريد كذلك أن يستجيب الله لدعائي، ورجائي.... ولكن، أقول: ولكن؛ لأني:
أولا: لم أستطع، لم أستطع، لم أستطع... ترك كل هذه المعاصي، والمحرمات، وأولها مشاهدة الأفلام (الخليـ....) وما يترتب بعد مشاهدتها من آثام كترك صلاة الفجر، وقسوة القلب، والغضب الشديد مع كل شخص حتى مع أبي، وأمي، ولو لأتفه الأسباب.
ثانيا: ثقتي بنفسي أصبحت معدومة، وثقتي بالناس تراجعت بشكل كبير. والمشكلة الأكبر التي أتخوف منها هي "لا أقول ثقتي بالله" بل أقول معاملتي مع الله، باتت تخيفني بشكل أكبر، والدليل على ذلك: أصبحت نفسي تأمرني بالسوء والفحشاء، وهجراني للقرآن الكريم بعدما كنت مواظبا على قراءة ورد كل يوم وليلة، وتركي لصلاة الفجر في وقتها بشكل مفاجئ جدا، بعد أن كنت أنهض كل يوم لصلاتها في المسجد، أما الآن فالعكس، كل هذه الدلائل، وهناك أخرى كالانقطاع عن صلة الأرحام، والغيبة، وسوء الظن بالناس و..... الخ.
كل هذه الأمور أبعدتني عن الله عز وجل.
ثالثا: ورغم ذلك إلا أنني لم أشرب الخمر في حياتي، ولست من الزناة، ولست من المدخنين، وأحافظ على الصلوات الأخرى في المسجد. ولكن أخاف من غلبة النفس، والشيطان.
رابعا: في الحقيقة أنا أعرف جيدا أن هذه المحرمات خطيرة على مستقبلي، وعلى ديني؛ ومن أجل هذا سعيت "جـاهدا " لتركها بكل ما بوسعي من حسن الدعاء، والتضرع إلى الله، والخشوع إليه في أوقات الاستجابة، بالإضافة إلى كثرة الأذكار، والاستغفار، والاستماع إلى المشايخ، والعلماء، والدروس الدينية بشتى أنواعها. لكن كل ذلك للأسف باء بالفشل، والإحباط، وسرعان ما ضعفت إرادتي. أدى ذلك حتما الرجوع إلى المحرمات، وخاصة مشاهدة تلك الأفلام.
أنا أشعر أن هناك حلقة ضائعة، أو وصلة مهملة تحول بيني وبين ربي، والله العظيم في رأيي الخاص أني اتخذت كل الأسباب، ولم أنس مسبب الأسباب لترك هذه المعاصي التي نهشت لحمي، وأضعفت إرادتي، وصبري، وغلظت قلبي، وجمدت طاعتي، وقللت حيلتي، وزادت من همومي، وأحزاني.
وفي الأخير أقول لكم أرجوكم، أرجوكم ساعدوني على إيجاد دواء، وعلاج لهاذا الوباء، والله أريد أن يحبني الله، وأن أنجح في حياتي، وآخرتي قبل فوات الأوان، وأنا أعرف أن العلاج يتطلب وقتا ربما يكون طويل الأمد، إلا أنني مستعد لتلقي الدواء من مساعدتكم.
أريد أن يكون هذا العلاج خطوة، بخطوة حتى أنجح في ذلك.