السؤال
في العشر الأواخر من رمضان أصلي أنا وزوجتي، وأحيانًا وحدي صلاة التهجد بعد إكمال التراويح والرجوع من المسجد، وكيفية هذه الصلاة بأن أقرأ القرآن من المصحف، وليس من حفظي؛ لأنى لا أحفظ سوى بعض قصار السور؛ فأضع كرسيًا على جانبي الأيمن، وأضع عليه المصحف، فإذا أكملت سورة الفاتحة أخذت المصحف، وقرأت منه ما شاء الله، ثم إذا أردت أن أركع أرجع المصحف على الكرسي، وهكذا، فهل هذه الصلاة بهذه الكيفية صحيحة؟ أم إن الأفضل القراءة من حفظي؟ علمًا أنني أشعر بلذة أكبر في الصلاة عندما أقرأ من المصحف، وهل هذه الحركات من أخذ المصحف، وإرجاعه تضر بصحة الصلاة؟ أفتونا -جزاكم الله خيرًا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك عند بعض أهل العلم القراءة في المصحف أثناء التهجد, ولا يضرك ما تقوم به من حركات لأجل وضع المصحف وأخذه, جاء في فتاوى نور على الدرب لابن باز: ليس هناك حرج في أن يقرأ من المصحف في صلاة التراويح، أو قيام رمضان، أو في الصلاة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا؛ لأنه ليس كل أحد يحفظ القرآن، فإذا صلى بالناس التراويح، أو القيام من المصحف، فلا حرج في ذلك، وقد ثبت أن ذكوان مولى عائشة كان يصلي بها في رمضان من المصحف، ومن منع ذلك ليس عنده دليل، والصواب أنه لا حرج في ذلك، إذا دعت الحاجة إلى أن الإمام يقرأ من المصحف، أو إنسانًا يتهجد من الليل يقرأ من المصحف، فلا حرج في ذلك، والحمد لله. انتهى.
لكن من أهل العلم كالحنفية من قال ببطلان الصلاة في مثل حالتك.
ومن ثم؛ فننصحك بترك ما تفعله ـ خروجًا من خلاف أهل العلم ـ وأن تقرأ في صلاة التهجد بما تحفظه من سور, ويحصل لك ثواب التهجد.
وعلى أي حال؛ فإذا كان ما تفعله تقليدًا للقائلين بصحة القراءة من المصحف في النافلة, فأنت على صواب, ولا حرج عليك, وراجع المزيد في الفتوى رقم: 1781.
والله أعلم.