السؤال
ظلمني شخص من أصدقائي، وكان مديري في المشروع القديم، وإلى الآن معي في نفس الشركة، وعند ما تم سؤاله عني من شخص جاء لي بوظيفة جديدة أجابه بماضٍ لي تبت عنه - والحمد لله - بعد زواجي، وهو يعلم ذلك، وأخبره بأشياء قديمة هو يعلمها مني بحكم الصداقة، ومع أنه لم يرَ منها شيئًا، بل سمع فقط، وأغفل في إجابته الحاضر وهو يعلم بتوبتي وبتغيري بفضل الله من فترة كبيرة، ولا يفرق معي علمه بالأصل.
وللعلم: هو لا تفرق معه وظيفتي لأنه في مكانة أكبر مني، والشخص الذي سمع منه الكلام أخبر المدير الجديد بكل الكلام، وتم تعطيل الوظيفة، ولا يشغلني كيدهم، وإذا أراد الله شيئًا كان.
لم أسامحه، ولن أسامحه، ولي معه يوم القيامة حساب مع الله، ودعوت له بالهداية، ولكن أريد فيما بعد أن أسأله وأعرف منه السبب في ذلك، وبداخلي نار لن تهدأ إلا بمواجهته، فهل من الصواب مواجهته؟ وما الخطأ لو العكس؟
يشغلني الموضوع جدًّا، وأستعين بالاستغفار، ولكن لم أستطع لإحساسي بالظلم، وبكيت لأني لا أعرف السبب الذي دفعه لذلك.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان على صاحبك لما استشير حولك أن يكون أمينًا؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: المستشار مؤتمن. رواه الترمذي. وقال أيضًا: من غش فليس منا. رواه مسلم.
وعلى كلٍّ؛ فما كتبه الله لعبده سيأتيه لا محالة، ولو أرادات الأمة كلها منعه، وما لم يكتب له لن يصل إليه، ولو أرادت الأمة كلها إيصاله إليه؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنتُ خَلْفَ النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- يومًا فقال: "يا غُلامُ، إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ، إذَا سَألْتَ فاسألِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ. وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ". رواه الإمام أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
فتأمل هذه الكلمات، وما احتوت عليه من معان وعظات بالغة مؤثرة؛ لتنسيك همّ ما ذكرت، ولا تحزن على ما فاتك، وتسعد في حياتك مطمئنًّا أن ما كتب لك سيأتيك، وما لا فلا.
ويمكنك التواصل معنا من خلال قسم الاستشارات بموقعنا إسلام ويب.
والله أعلم.