السؤال
قرأت كل الفتاوى التي تتحدث عن العلاقة بين الشاب والفتاة، ورأيت أن موقعكم لا يلزم الشاب بأي شيء تجاه الفتاة التي استغل فطرتها، وبراءتها، فأخذ منها قلبها، وروحها، وثم تركها، ليبحث عندكم عن خلاص من جريمته، فيجدكم تبرؤونه من أي التزام تجاهها بمجرد التوبة. لا أدري! إن كان رب العباد قد حرّم على نفسه الظلم، فكيف يبرر ظلم هؤلاء؟ وكيف يُمحَى الذنب دون أن يرد لفتاة كسر قلبها أي اعتبار؟ أما كانت آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرًا، ورفقًا بالقوارير؟! كيف يتبرأ الشاب من تلاعبه بمشاعرها بمجرد أن يتوب؟ ويسألكم هل لها حق عندي، أو أني ظلمتها؟ فتجيبونه بـ: لا يلزمك أي شيء تجاهها، وربما تقولون: إني أرسلت بسبب تجربة شخصية، نعم، فقد أعجبت بشاب من أقربائي دون أن أراه، أحببته لمجرد حديث أهله عنه؛ فهو شاب متدين جدًّا، وأنا كذلك، فشعرت أنه يشابهني في الفكر، والروح، وأرسلت له بذلك، فاكتشفت أنه معجب بي أنا أيضًا من حديث أهله عني دون أن يراني، وطلب مني الانتظار؛ لأنه يعيش في السعودية، وظروفه لا تسمح، فهو متزوج، ويحتاج وقتًا ليرتب الأمر، أو أن يأتي إلى سوريا، فقبلت الانتظار، وكان حبي عفيفًا شريفًا، لم تكن بيننا أية مراسلة، أو أي علاقة؛ لأنني فتاة ملتزمة جدًّا، وهو كان كذلك، وكان بيننا وعد فقط، ولكني بُحت لأخته بالسر، فأخبرته أنها قد علمت بأمرنا، فما لبث أن أنكر الأمر، وأخبرها أنه لا يعرفني، وأنه لم يعدني بشيء بعد أن تعلقت به، وقضيت الكثير في انتظاره، ورسمت أحلامًا وردية؛ فكسر قلبي، وشوّه أنوثتي، فقد كان أول رجل أدخلته قلبي، وأعلمته بسري، فأصبحت لا أثق بأي رجل بعد أن رأيت أن هذا المتدين مخادع، وأصبحت أدعو الله أن ينتقم لي منه، ويأخذ لي حقي، وتلوح بين عيني دومًا: (ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون)، فما رأيكم -دام فضلكم-؟