السؤال
شيوخي الأكارم:
أنا شاب عاقد على فتاة بعقد مدني منذ 8 أشهر، حيث إننا في الجزائر يشترطون علينا العقد المدني الذي يقام في البلدية قبل القيام بالعقد الشرعي، ولم أدخل بها بعد، ولم يتحدد موعد عرسنا، وأنا أسكن في مكان غير المكان الذي تسكنه زوجتي، ونتواصل معاً بواسطة الهاتف كلاماً ورسائل قصيرة (SMS).
علماً أن زوجتي ما زالت تدرس في الجامعة وهذا عامها الأخير، وقد سألتها ذات مرة هل تستطيع إتمام مذكرة تخرجها قبل مارس 2016 أو تأجيلها، فسألتني لماذا هذا السؤال، فقلت أريد أن أحدد تاريخ زفافنا في مارس، فقالت لي مارس لا يساعدني ولا أريده، فأجل العرس إلى جوان أو سبتمبر، يعني بعد تخرجها، فرفضت ودخلنا في شد وجذب في الكلام، ثم قلت لها اختاري بيني وبين مذكرتك، علما أنني عندما قلت هذا الكلام لم أكن أعرف أن التخيير كناية في الطلاق، وأيضاً لا أتذكر نيتي بالضبط، كما أتذكر أنه لو خيرت في شأن مذكرتها ما كنت لأطلقها لهذا السبب، وكان ردها علي بكلمة مستحيل أن أخير بينكما، فقلت لها يجب أن تختاري، فقالت لي أختاركما وأريدكما معاً، قلت لها يجب أن تختاري واحدا منا فقط، فقالت أختارك أنت لكن مارس صعب علي ولا أستطيع إكمال مذكرتي فيه، قلت لها إما أنا أو المذكرة، ولا أتذكر كم من مرة كررت لها الخيار إلا أنها كانت ترفض فكرة الاختيار، وعندما أضغط عليها قالت لي اخترتك أنت، ثم قلت لها إذا كنت تختارينني أنا فأنا عرسي في مارس، وإذا كنت تختارين مذكرتك فعيشي معها، وهذا علماً أني لا أقصد مارس بشكل جدي لأنه في علم الغيب ولم أجهز نفسي كلية له، وإنما كان قصدي على ما أذكر وقتها أن لا يكون العائق في زواجنا مذكرتها، وعندما قلت لها اختاري بهذه الصيغة الأخيرة، سألتني ماذا أقصد ب"وإذا اخترت مذكرتك فعيشي معها"، قلت لها كما قرأتها وفهمتها، علما كذلك أنني لا أتذكر نيتي بالضبط وكل ما أعرفه أني لم أقصد إذا اختارت مذكرتها أني سأطلقها، فنحن والحمد لله نحب بعضنا كثيراً، فكان ردها علي من هذا التخيير بكلمة "الله يهديك" وشرحت لي لماذا تريد أن تكمل مذكرتها وشرحت لها بدوري لماذا أريد العرس في مارس، فما كان منها ان قالت لي وهل تسمح لي بإكمال مذكرتي عندك، قلت نعم، فقالت لو كانت الظروف مناسبة فأنا راضية بمارس، وأنها لولا مذكرتها وطلبت العرس اليوم لقالت لي موافقة، وفي اليوم الموالي شرحت لها سبب إصراري على شهر مارس، وأن هذا الشهر في علم الغيب، ربما نتزوج فيه أو بعده وطلبت سماحها على كلمة تخييري لها بيني وبين المذكرة، ومن يومها وعلاقتنا تسير من حسن إلى أحسن من احترام متبادل ومحبة، وبعد أن علمت أن التخيير هو من كنايات الطلاق التي تستلزم النية، فبدأت أعيد التفكير في ما فات، ولم أتيقن من نيتي عندما كنت أغضب، لكن ما كنت أعرفه أنني لن أطلق حتى لو طلبت مني ذلك، وسألتها عن ماذا كانت نيتها فتجيب أنها لم تنو الطلاق بتاتاً، لكني أحس بضيق في صدري وحزن ويأتني تفكير ووسواس، يقول لي ربما ما حدث بينكما يعتبر طلاقا، وربما أن تكراري في ذاك اليوم بالتخيير يؤدي إلى الطلاق، ولكن مرات أهدأ وأقول إذا لم أكن أنا متأكد من نيتي، فهي أكدت لي أنها لم تنو الطلاق بتاتاً، فأرجوكم مشايخي الكرام، أن تبينوا لي هل تخييري لها بهذه الطريقة يعتبر طلاقا، خاصة إذا علمنا أنها لم تختر ولا مرة مذكرتها، وأنها لم تنو الطلاق أبداً في كل ردودها علي، وهل تكرار التخيير بهذه الطريقة يؤدي إلى الطلاق لا سمح الله؟ فمن فضلكم وضحوا لي المسألة فرج الله همومكم وجعلكم من عباده الصالحين، واسمحوا لي على هذه الإطالة.