السؤال
موضوع استشارتي هو أني أعمل في السعودية بمهنة محاسب منذ 2011، وأنا متخرج من كلية حقوق عام 2010، ولله الحمد تدربت على هذه المهنة على أيدي متخصصين حتى أصبحت ملمًّا بهذه المهنة، وأصدقائي يعاملونني على أني متخرج من تجارة -وهذا فضل من الله تعالى-.
تركت العمل مع المكتب الذي تدربت فيه، وانتقلت لمؤسسة مقاولات صاحبها رجل على خلق، ويعاملني كأنني أخ صغير له، وليس موظفًا عنده، والعلاقة التي بيني وبينه ممتازة جدًّا -ولله الحمد-، ولكن المشكلة الوحيدة أنه لا يسلمنا الرواتب إلا كل 3 أو 4 أو 5 أشهر بسبب تعسره في المشاريع، وكثرة الديون عليه، وبما أنني المحاسب المسؤول على المؤسسة، كل يوم عملاء يتصلون على جوالي لطلب مبالغ لهم، ويزعجونني في نومي، وفي عملي، وكل ساعة، وأنا لا أعرف حتى النوم بعد انتهاء الدوام الرسمي، وأنا أنصحهم بالاتصال مباشرة مع صاحب المؤسسة، ولكن يعاودون الاتصال عليّ مرات أخرى، ويسببون لي ضغوطًا نفسية، ومشاكل، ويتهمونني أنني لا أنقل شكواهم لصاحب العمل، وأني مقصر في عملي، لدرجة أنني أفكر بترك العمل بسببهم لأنهم يحملونني الذنب، وهذا هو الأمر الأول.
والأمر الثاني هو: طلب صاحب العمل مني أن أعدل في نسب إنجاز المشاريع المتأخرة، وتغيير أرقام أوراق وميزانيات غير حقيقة، لكي نقدمها للبنوك؛ لطلب قروض لسداد الديون، والتنازل لصالح البنك على مستخلصات هذه المشاريع، وتوقيع اتفاقيات مع البنك، وكذلك يلجأ صاحب العمل إلى أن يشارك أشخاصًا معهم أموال في المشاركة في المشروع نظير نسبة من الربح يتفقون عليها تصل إلى 70% من الربح، ويجعلونني أكتب لهم نص العقد، وكل طرف يستلم نسخة، وأنا أرى أن جميع هذه الاتفاقيات تنتهي بعدم الاتفاق بسبب تعسر المشاريع، ويلجأ صاحب العمل إلى سداد رأس المال المدفوع ونسبة قليلة يتفقون عليها بعد المشاورات، ويلجأ بعضهم إلى أخذ حقه من المحاكم، وأنا نصحته أكثر من مرة بعدم توقيع مثل هذه الاتفاقيات لأن أصحاب الأموال يتواصلون معي في المؤسسة، وهو لا يرد عليهم، ويقول لي: إذا سأل أحد عليّ فقل له: غير موجود، ومسافر خارج البلاد. وهو يبقى متواجدًا في بيته، وهذا كله ليس لأنه يتهرب منهم لعدم سداد المبالغ وأكل حقهم، ولكن لتعسره في السداد. وأنا لي 4 سنوات معه لم أر أنه ظلم أي عميل، ولكنه يطول في سداد المستحقات لعدم توافر المال المناسب معه.
أفيدوني -جزاكم الله خيرًا- هل أنا آثم فيما أفعله؟ وماذا يجب عليّ فعله تجاه العملاء؟ لأني محتار جدًّا، وإنني أفكر في ترك هذا العمل لأنهم يتهمونني بالنصب والاحتيال، وإني تركت بلادي سعيًا وراء لقمة العيش الحلال فقط، ولم أفكر ولو للحظة واحدة في الحرام -أعاذني الله وإياكم-، وكم كنت أنصح زملائي بأن الحلال أفضل بكثير من الحرام, وآسف جدًّا على الإطالة، والكلام الذي بداخلي كثير، ويتعبني ويجعلني أفكر في ترك العمل والعودة لبلادي، فما هي نصيحتكم لي؟ وماذا يجب عليّ فعله؟