السؤال
كيف نوفق بين حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قيل: يا رسولَ اللهِ ماتت فلانةٌ واستراحتْ! فغضبَ رسولُ اللهِ وقال: إنما يستريحُ من غُفِرَ لهُ ـ المصدر: السلسلة الصحيحة: 4286، وحديث مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ـ رواه البخاري ومسلم ومالك وأحمد والنسائي والبيهقي في السنن الكبرى وشعب الإيمان، وفي رواية للنسائي: الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ فَيَسْتَرِيحُ مِنْ أَوْصَابِ الدُّنْيَا وَنَصَبِهَا وَأَذَاهَا ـ وفي رواية لأحمد: الْعَبْدُ الصَّالِحُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ـ وفي رواية للبيهقي في شعب الإيمان: والعبد الكافر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ـ وعند ابن حبان: المؤمن يموت ويستريح من أوصاب الدنيا وبلائها ومصيباتها، والكافر يموت فيستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ـ فهل يجوز أن نطلق العبارة على من مات فنقول: فلان مات وارتاح؟.