السؤال
أنا فتاة منّ الله علي بفضله وارتديت النقاب منذ شهور قليلة، وأنا على اقتناع تام بهذا القرار، وبحكم دراستي العلمية كنت أطمح أن أسافر إلى إحدى الدول الأوروبية لأحصل على منحة أو عمل يساهم في تعلّمي التقنيات المتطورة لإفادة أُمتي الإسلامية، ولكن كل الشروط كانت ترفض النقاب رفضاً باتاً، فاقترح والداي عليّ أن أخلعه وقت العمل فقط، مع العلم أن دراستي عن الوراثة والهندسة الجينية، وهي نادرة جداً في وطننا العربي والإسلامي، وخلال هذه الأيام وقع بين يدي حكم النقاب في المذهب الحنبلي وكان مستحباً وليس واجباً، ولكن المذهب الشافعي والمالكي كانا ينصان على أنه واجب.. فصارت نفسي تراودني بأن النقاب ليس واجباً في الأصل كالحجاب، وأريد أن أكمل مسيرتي المهنية والتعليمية لغرض إفادة الأمة خصوصا أنني متميزة في مجالي..
وجزاكم الله عنّا خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بنا وكتابتك إلينا، ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على استقامتك على الشرع والتزامك بلبس النقاب، زادك الله هدى وتقى وصلاحا، وحقق لك ما تبتغين من التقدم العلمي ونفع الأمة.
وتغطية المرأة وجهها محل خلاف بين الفقهاء ضمناه الفتوى رقم: 4470، ورجحنا القول بالوجوب لأدلة ذكرناها في هذه الفتوى فراجعيها.
وبناء على هذا؛ لا يجوز لك خلع النقاب لأجل العمل أو غيره ما لم تقتض ذلك ضرورة أو حاجة ماسة، فإن كانت بك حاجة لهذه الدراسة، ولم يمكنك تحصيلها إلا بكشف الوجه، فلا بأس في الترخص، والأخذ بقول من أجاز كشف الوجه، فالمسألة محل اجتهاد، وانظري الفتويين رقم: 5224، ورقم: 134759.
ويكون الترخص بقدر الحاجة، فتجب تغطيته بعد زوالها، وإذا كانت هذه الدراسة في البلاد غير الإسلامية، فراجعي بخصوصها الفتويين رقم: 160277، ورقم: 286540.
والله أعلم.