السؤال
فضيلة الشيخ -أثابكم الله- أنا فتاة صيدلانية، عمري 22 عاما، بقي لي عامان لكي أتمم دراستي الطبية، وأحتاج للزواج كما تدعو الفطرة البشرية. أبي يمنع عني الزواج، ويمنعني من الاختيار بشراسة؛ لحجج واهية، فتارة يقول الدراسة، وتارة يقول: لا أحد يناسبنا، وتارة يقول: ليس لك أن تختاري زوجا. بل يضع هو وأمي مواصفات للزواج من تلقاء هواهما، وهي أن يكون المتقدم صيدليا مثلي، أو طبيبا، ويشترطان على المتقدم من المهر ما لا يطيق، ولا يُرضي الله، بدعوى أن ما سيدفعه من المهر سيكون بمقدار ما يقدرني به، حسب زعمهم!!
فرفض أبي الكثير، والكثير من الشبان الصالحين دون حتى أن يسأل عن رأيي، ولا أعلم برفضه، ولا أعلم حتى أن هناك من تقدم لخطبتي إلا من قبيل الصدفة، وبعد أن يكون الأوان قد فات!
ثم ما لبثت أن تعرفت على شاب على قدر عالي من الدين والعلم، والخلق، ويعمل في مركز مرموق بفضل الله، أراد الشاب خطبتي، فاتصل بوالدي هاتفيا طالبا نكاحي، ولكن أبي رفض دون أن يسأل عنه، أو حتى أن يراه، رفضه بكل شدة، واشترط عليه شرطا تعجيزيا، يعلم أبي أن الشاب لن يستطيع تحقيقه ولو بعد حين، وهو أن يمهرني بتمليك شقة في حي مرموق، وإلا فلا زواج. الشاب لا يقوى على ذلك المهر، وأبي يعلم، وأنا أريده، وبحاجة للزواج به يا فضيلة الشيخ؛ فإنا نعيش في أرض تعلوها أحكام الكفر، وكل أوليائي ممن لهم حق الولاية الشرعية في الزواج بعد أبي، من أخ، وعم، وخال لهم نفس الآراء والأفكار، بل قد أوصاهم أبي بذلك، أوصاهم إذا مات أن لا يزوجوني إلا بذلك الهوى الضال!!
فهل لي أن أوكل من ينوب عنهم في ولاية نكاحي من هذا الشاب، أم ما الحل مع العلم أننا نعيش في أرض تعلوها أحكام الكافرين؟