السؤال
لماذا العلماء يهتمون كثيراً بالحسنة الواحدة ؟ وما هو الباعث لهم على ذلك ؟ وخاصة الدعاء الى الهدى وتعليم الناس أمور دينهم، ويهتمون بالصدقة الجارية أيضا كثيراً فما أهمية الحسنة الواحدة في حياة المسلم سواء كان يبذلها في حياته بالفرائض والنوافل ونشر الهدى والدين وتعليم الناس أو بعد موته كالصدقة الجارية من تعليم الناس ؟ فأنا قرأت كلاما لأهل العلم، وهذا معروف أن الناس تتفاوت منازلهم بالجنة على حسب أعمالهم فليس من في جنة الفردوس كما هو دونها كل حسب عمله، والله تعالى يجازينا بالحسنات على أعمالنا . فهل كلما زادت حسنات العبد زادت درجته من الجنة، وزاد قربه من الله، كمثال هناك بعض العلماء يقولون: السعيد من تقطعت أنفاسه ولم تنقطع حسناته، وأيضا لو لم يبق لي إلا يوم واحد لجعلته في تعليم الناس لانه أنفع عمل لي، فلماذا هو أنفع عمل له ؟ فهؤلاء العلماء الكبار مقربون عند الله جدا وهم ورثة الأنبياء وهم أفضل الخلق، وكتبهم مليئة لطلاب العلم، ومع هذا لا يزال يهتم بنشر الهدى والأجر الزائد والصدقة الجارية وكثرة حسناته، فهذا أمر يحيرني كثيراً، فمع كل هذا الفضل ولا يزال يهتم بالحسنة الواحدة ونشر الدين والصدقة الجارية، فسؤالي: ما الباعث له على ذلك ؟ هل كلما كثرت حسنات العبد زادت درجته في الجنة وزاد قربه من الله، أم ماذا ؟ فأنا سمعت أنه كلما زاد المنتفعون بالخير منه زاد أجره وجزاؤه فما هو جزاؤه ؟ فنحن نعلم أن العلماء متفاوتون في العلم والتقوى ونشر العلم والدين فهل كلهم في درجة واحدة في الجنة ؟ وهل كل من دخل جنة الفردوس مثلا يكونون في منزلة واحدة أم أن جنة الفردوس منازل ودرجات ؟ فليس درجة رسول الله محمد كدرجة العلماء أو الشهداء ؟ فمثال ذلك ليس من معه خمس ملايين حسنة كمن معه مليون حسنة فلا شك أن من معه حسنات وأجر أكبر فجزاؤه أعظم عند الله فهل هذا صحيح ؟ أم أن هناك أسبابا أخرى باعثة لهم على ذلك ؟ أنا لا أعلمها فقولوا لي: ما هي ؟ فأنا ما أعرفه فقط أن من كانت حسناته أكثر من سيئاته دخل الجنة . وهمتهم هذه للعلماء والواقع واهتمام الرسول في بعض الأحاديث في نشر العلم والهدى واهتمامه بالصدقة الجارية يدل على أن هناك أسبابا أخرى . أريد معرفتها لأني أريد أن أكون مثلهم، وأن تكون همتي مثلهم عالية، وأريد أن أكون من أقرب الناس الى الله، وأريد أن تكون لي صدقة جارية بنشر العلم، ولماذا هم يهتمون بها كثيراً، أريد جوابا وافيا . بارك الله فيكم