السؤال
أنا شابة أتعلم في الجامعة، وقد أراد شاب الارتباط بي؛ ليتخذني زوجته مستقبلًا، لكنه سألني سؤالًا، ولم أرد أن أكذب عليه، ليس مجاهرة بالذنب، ولا استخفافًا به، إنما لأنني رأيته شابًّا صالحًا، ولم أرد أن أغشه، أو أن تبنى علاقتنا على خداع وكذب؛ فقد وعدته أن أكون صريحة معه، وبعد هذا السؤال أصبحنا متخبطين، لا نعرف ماذا نفعل، فهو ليس بقادر على الصفح، مع أنه يريد أن يصفح، فهو مع كل ما جرى لا يريد خسارتي، وأنا لا أعتقد أنني سأجد شابًّا مثله.
لقد قام بسؤالي عمّا إذا جرى بيني وبين أحد قبله أي اتصال جنسي، ولم أستطع النفي، وقلت له: إنه حصل، فأصّر على أن يعرف لأي مدى كان التواصل عميقًا، والحديث عن موقف حصل لي وأنا في المدرسة الثانوية، فقد كنت على علاقة بأستاذي المتزوج والأب لطفلة، وكان قد استغل تجربتي الأولى في الحب، وشفقتي عليه، وأوهمني أنه سيطلّق زوجته ويتزوجني بعد أن أنهي الثانوية، ولكن اتضح أن كل هذا لهدف دنيء، وأنا من شدة حبي له قد عمي قلبي وبصيرتي، واختلت مبادئي، ولم أستطع منعه، ولا أدعي أني الضحية، وأعرف أنني كنت في واعية، وكان من المفروض أن أكون أعقل، لكني لم أتوقع أن يجازف بمنصبه ومكانته من أجل هدف كهذا، وصدقته، وقد قبلنا بعضنا وتعانقنا، حتى إنني وضعت عضوه بفمي، ولا أريد أن أتحدث عن الموضوع أكثر، فقد علم والدي آنذاك، وانقلبت حياتي رأسًا على عقب، فأنا معروفة بأنني شابة محترمة، ذات خلق، همّها دراستها، ولكن حدث ما حدث، والجدير بالذكر أن علاقتي بوالديّ لم تكن أبدًا علاقة جيدة، كأنّنا غرباء نسكن نفس البيت فقط، وبعد هذه الحادثة ازدادت الأمور سوءًا، وكان هذا قبل أكثر من 5 سنوات، وإلى اليوم ما زال تأثير الحادثة يوجع قلبي، ويقلل من تقديري لذاتي، ويزيد شخصيتي ضعفًا، مع أنني تبت، وقررت عدم السماح لأي شاب أن يتعدى حدوده معي، ولكنه سألني ذاك السؤال، وتحطم كل شيء، وهو يقول: إنني كان يجب أن أستر على نفسي، وألا أخبره؛ لأن قلبه احترق، فهو رجل، ولا يستطيع أن يتقبل الفكرة، ويتخيل الأمر كثيرًا، ويضيق صدره، ويلومني لأنني كنت واعية وقتها، لكنني أخطأت، ولا أستطيع إصلاح الخطأ، فماذا أفعل؟ فأنا لا أريد خسارته، وأريده أن يرتاح وأرتاح، وأن نبني عائلة صالحة، أرجوكم دلوني على الحل -بارك الله بكم-.