السؤال
ما حكم الاستفادة من شخص يعمل في عمل مُحرَّم، وأمواله كلها حرام، أي أنه يقتات كليةً من الحرام؟! فمثل هذا الشخص أنا لا آكل طعامه، ولا أقبل هداياه، ولكن ماذا لو كان هذا الشخص سببًا في حصولي على وظيفة مباحة لا شبهة فيها؟! فهل حينئذ تصبح هذه الوظيفة المباحة حرامًا؛ لأنها جاءت عن طريق هذا الشخص؟! فلولا هذا الشخص، الذي يقتات من الحرام، ولولا عمله الحرام، ما كنتُ قد تحصلت على هذه الوظيفة؟! (أي أنني استفدتُ، بشكل أو بآخر، من عمله الحرام). هذا المسألة تؤرقني بشدة، لأننا في حياتنا اليومية نتعامل مع أناس يشتغلون في وظائف مُحرَّمة، وتضطرنا الظروف إلى الاستفادة منهم، بشكل أو بآخر، حتى لو تجنبنا الأكل من طعامهم، أو قبول هداياهم، لكن هناك صور أخرى للاستفادة مثل مساعدتي في الحصول على وظيفة، أو إعلامي بوجود وظيفة متاحة، أو إعطائي معلومة أو فكرة قد تفيدني في عملي، أو مساعدتي في الحصول على منحة دراسية مباحة، وغير ذلك من الأمثلة. وهل هناك في تاريخنا الإسلامي، وكتب الفقه، أمثلة مشابهة يمكن أن نستأنس بها في هذه المسألة، فقد بحثتُ في المراجع الفقهية ولم أصل إلى مبتغاي.