السؤال
انتشر نطق حرف الظاء دون إخراج اللسان.
فما حكم صلاتهم، والاقتداء بهم في الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن حروف الظاء والذال والثاء مخرجها واحد، وهو ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، إلا أن طرف اللسان يكون أكثر خروجاً إلى الخارج في حرف الثاء، ويكون أدخل منه في حرف الذال، وأدخل منهما في حرف الظاء. إذا تبين هذا، فينظر إلى مقدار الخطأ في النطق بحرف الظاء. فإن كنت تعني بقولك "دون إخراج اللسان" أي أنه ينطق بالظاء طاءً - لأنه يخرج أيضا من طرف اللسان العريض، مع ما يلي لثة الثنايا العليا- فإن هذا لحن جلي، والمفتى به عندنا في حكم صلاة من يلحن اللحن الجلي، وصلاة من خلفه، هو مذهب المالكية.
وحاصله ما ذكره الدسوقي بقوله: وحاصل الْمَسْأَلَةِ أَنَّ اللَّاحِنَ إنْ كَانَ:
1) عَامِدًا، بَطَلَتْ صَلَاتُهُ وَصَلَاةُ مَنْ خَلْفَهُ بِاتِّفَاقٍ.
2) وَإِنْ كَانَ سَاهِيًا، صَحَّتْ بِاتِّفَاقٍ.
3) وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا طَبْعًا لَا يَقْبَلُ التَّعْلِيمَ، فَكَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ أَلْكَنُ.
4) وَإِنْ كَانَ جَاهِلًا يَقْبَلُ التَّعْلِيمَ، فَهُوَ مَحَلُّ الْخِلَافِ، سَوَاءٌ أَمْكَنَهُ التَّعَلُّمُ أَمْ لَا؟ وَسَوَاءٌ أَمْكَنَهُ الِاقْتِدَاءُ بِمَنْ لَا يَلْحَنُ أَمْ لَا، وَإِنَّ أَرْجَحَ الْأَقْوَالِ فِيهِ صِحَّةُ صَلَاةِ مَنْ خَلْفَهُ، وَأَحْرَى صَلَاتَهُ هُوَ؛ لِاتِّفَاقِ اللَّخْمِيِّ وَابْنِ رُشْدٍ عليها. اهـ.
وأخيرا نحذر إخواننا المسلمين من الوسوسة في هذا الباب، وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى حول الوسوسة في مخارج الحروف، وهي برقم: 249289 فنحيل السائل إليها.
والله تعالى أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني