السؤال
تزوجت منذ سبع سنوات بامرأة من بلدي، وأخذتها للعيش معي في أوربا، ورزقنا المولى عز وجل طفلين، لكن حياتنا لم تكن لتخلو من المشاكل؛ لتدخل عائلتها في حياتنا رغم بعد المسافة، وذلك لاتصالها اليومي بهم.
ساعدت زوجتي على تعلم اللغة والتأقلم في هذا البلد الجديد، وكلفني أموالا كثيرة، وعشت كل تلك السنوات زاهدا في نفسي حتى أوفر مطالبها الكثيرة، واحتياجات الأسرة، ولكن رغم كل تضحياتي إلا أنها كانت لاتشعر بحالي، ولا تحترمني، وتهجرني في الفراش بالأشهر.
ولما حصلت على الإقامة الدائمة، وجواز السفر تقدمت لسلطات البلد الأوربي لطلب الطلاق، واشتكتني إلى جمعيات حماية الطفولة، واتهمتني بأني شخص عنيف وعدواني، وأنها تريد الخلاص بالأولاد مني، فزارني في البيت واجتمع بي ما يقارب الثلاثين مرة كاملة، واقتنعوا أخيرا أني أب حنون، وأن علاقتي بأبنائي رائعة، وأُغلق هذا الموضوع.
وبعدها أوكلَتْ محاميا لبدء إجراء الطلاق، واقتسام الممتلكات بين الزوجين، فكلمتها مرارا وتكرارا للرجوع للبيت، والحفاظ على أركانه، والرأفة بأبنائي الصغار الذين ضاعوا في هذا الصراع المفتعل، لكن كل هذا لم يثنها عن رأيها، وكلفْتُ محاميا للدفاع عني، فأخذ من أموالي الكثير(محاميها مجاني طالما أنها لا تعمل)، فوجدت نفسي مجبرا على اقتسام كل ممتلكاتي معها، وأصبح وضعي المالي في الحضيض، وستلزمني سنوات طوالاً للعودة إلى الوضع الذي كنت عليه.
نشترك الآن في تربية الأطفال (أيامًا عندي، وأخرى عندها) ورغم الجهد الكبير الذي أبذله للعناية بهم إضافة إلى مشقة العمل، وغياب العائلة والأصدقاء؛ إلا أن عزمي كبير على أن أبذل كل ما أستطيع لحمايتهم، وتوفير الجو الضروري حتى يكونوا أطفالا ذوي تربية إسلامية وخلق حسن.
لقد تأثرت نفسيا وفكريا واقتصاديا من هذا الصراع الذي سيبلغ عامه الثاني قريبا، وأنا في بلد تعطى الحقوق كلها للمرأة دون الرجل، وهو ما جعل الكثير من المسلمات ينتهزن هذا الوضع الذي يخدمهن، فيطلبن الطلاق ليحصلن على نصف ما يملك الزوج، ويظفرن بتربية الأطفال، ويحصلن على سكن إضافة للدعم الاجتماعي ومساعدتهن بعد هذا على الحصول على وظيفة.
بعد صدور الطلاق عن المحكمة بعد توكيلها للمحامي، أصبحَتْ تصر علي أن أرمي عليها يمين الطلاق حتى لا تبقى في ذمتي، وتبعث لي يوميا بالآيات الدالة على ذلك؛ رغم أنها تخلت عن حجابها بعد مغادرتها لبيت الزوجية، فأخبرتها أني لم أطلقها، وأنها هي من بدأت رفع قضية الطلاق التي تعتبر خلعا في نظري.
فهل يجب علي أن أطلقها طالما أن القاضي الذي أصدر الطلاق غير مسلم؟
وهل لي أن أطلب تعويضا عن الخلع؟ وهل لها الحق في اقتسام ممتلكاتي معي وطلب الطلاق؟
وكيف سأسوي وضعي معها طالما أني طويت صفحتها بعد أن تخلت عن الحجاب، ولايمكنني أن أراجعها مطلقا؟ لقد أصبحت تهددني باللجوء لأحد الأئمة للحصول على لفظ الطلاق إن لم أتلفظ به.
لكم جزيل الشكر على النصح والجواب.