السؤال
أعمل مهندس تصميم إنشائي في مكتب هندسي، في مكان أهله بدو، وأتاني مخطط فيه غرفة الشغالة ملاصقة لغرفة النوم الرئيسة للمالك وزوجته -الباب في الباب-، وذلك بناء على طلب المالك، وعند مراجعته من المعماري بأن الأفضل أن تكون غرفة الشغالة بجانب المطبخ، أكد أنه يريدها هكذا، مع العلم أن المعماري يقول: إن المالك يغلب عليه أنه رجل ذو خلق ودين، ولكن الذي أثار الريبة عندي أنا نسمع كثيرًا من المشكلات مع الخادمات؛ لدرجة أنها أصبحت ظاهرة، وطلب الرجل هذا، وإصراره أصبح محل مزاح بين بعض الزملاء في المكتب، وعندما أتاني المخطط في المكتب، رفضت تصميمه، وراجعني مديري وزملائي بأني أسيء الظن بالرجل، فماذا أفعل؟ هل أصمم هذا المخطط أم أؤكد رفضي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على اتباع أحكام الشرع، وسؤالك عما تحتاج إلى معرفته من أحكام دينك.
ولا حرج عليك في تصميم هذه الغرفة بوضعها في المكان الذي طلب منك وضعها فيه، فقد يكون له في ذلك مقصد حسن، وأن ذلك أصون لها من أن تكون بعيدة عنهم، تدخل من تشاء، أو يدخل عليها من شاء، والأصل أن يحمل تصرف المسلم على المحمل الحسن؛ حتى يتبين خلافه، ولا يجوز إساءة الظن به لغير بينة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث ...
والله أعلم.